التوزيع العمودي للضغط الجوي

على الرغم من عدم احساس الانسان بضغط الهواء في المعتاد,إلا أن للتغير المفاجىء في الضغط أثره,الذي يمكن أن يلمسه المرء حينما تقلع به الطائرة أو تهبط,مسببة بذلك انسداد الأذنين,وهي حالة أيضاً تنتاب المسافر في مركبة على طريق جبلي حين تهبط واد أو تصعد قمة,وعند مستوى سطح البحر يبلغ مقدار ضغط الهواء نحو 15 رطلاً انجليزياً على البوصة المربعة الواحدة من السطح سائلاً كان أم صلباً,ويسبب التوازن التام بين هذا الضغط الخارجي وبين ضغط الهواء داخل السوائل والأجسام المسامية والكائنات الحية,فإنه لا يؤثر,أو تأثيره متعادل.

إن لعامود الهواء وزنه أو ضغطه,ولذا فإننا نتوقع أن يقل الوزن أو الضغط بالارتفاع حيث يقصر العمود,وحيث يبعد المرء صعوداً من طبقات الهواء الدنيا الكثيفة,ويبلغ معدل هبوط الضغط بوصة واحدة لكل 950 قدماً,غير أن هذا المعدل لا ينطبق إلا على بضع آلاف من الأقدام حول سطح الأرض فقط.وبعد ذلك يتناقص معدل الهبوط بسرعة.وعلى الرغم من أن اختلاف توزيع الضغط رأسياً قليل الأهمية بالنسبة للدراسات المناخية,فإن له تطبيقات عملية في مجال الطيران,وجميع المحطات التي يقاس فيها الضغط على ارتفاع كبير فوق سطح البحر تعدل قراءاتها إلى المكافئات على مستوى سطح البحر,ومن ثم فإن معظم خرائط الطقس والمناخ التي تبين توزيع الضغط تتلافى عامل المنسوب,حتى يمكن أولاً رسم الخريطة,ثم اعطاء صورة نظرية مبسطة كما لو كان ظهر الأرض متجانس المنسوب.

ويبين الضغط على الخرائط بخطوط الضغط المتساوي التي يصل الواحد منها بين جميع المناطق التي يتساوى ضغط الهواء فيها,على نحو خطوط الحرارة المتساوية,وحيث تتقارب خطوط الضغط المتساوي وتتزاحم ,فإن هذا دليل على حدة المنخفض أو المرتفع وعمقه,وبالتالي شدة الرياح الداخلة أو الخارجة منه,والعكس حين تتباعد الخطوط,وهذا بطبيعة الحال ينطبق على خرائط الطقس اليومية,التي تبين في تتابعها من يوم ليوم حركة مراكز الضغط ,ومدى عمقها أو ضحولتها,أما على خرائط المناخ فإن خطوط الضغط المتساوي تحسب كمعدلات لسنوات طويلة.

بارك الله فيكم وأرضاكم واصلوا اتحافنا بكل جديد ومفيد