عمر بن الخطاب رضي الله عنه

تاريخ التسجيل : 25/08/2018

عمر الفاروق
·أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ، أَبُو حَفْصٍ القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ، الفَارُوقُ .
·كَانَ أَبْيَضَ، تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ شَدِيْدَةٌ، طُوالاً، جَسِيْماً، شَدِيْدَ الصَلَعِ، خَفِيفَ العَارِضَينِ، لَهُ شَارِبَانِ كَبِيرَانِ، مَشُوبَانِ بِحُمْرَةٍ،
إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ فَتَلَهُمَا، وَكَانَ سَرِيعَ الْمَشْي، وَإِذَا أَرَادَ رُكُوبَ الْخَيْلِ أَخَذَ بِيَدِهِ اليُمْنَى أُذُنَهُ اليُسْرَى وَوَثَبَ عَلَى فَرَسِهِ،
فَكَأَنَّمَا خُلِقَ عَلَى ظَهْرِهِ.
·دَعَا لَهُ النَّبِيُّ قَائِلاً: ((اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ))[رواه ابن ماجه] فَأَسْلَمَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ.
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ.
·كَانَ قَوِيّاً فِي الْحَقِّ، لاَ يُحَابِي وَلاَ يُدَاهِن، حَتَّى خَافَهُ الشَّيْطَانُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ
قَطُّ سَالِكاً فَجّاً إِلاَّ سَلَكَ فَجّاً غَيْرَ فَجِّكَ))[متفق عليه].
·وَكَانَ مُلْهَماً مُوَفَّقاً مُسَدَّداً مِنَ اللهِ تَعَالَى، حَتَّى قَالَ عَنْهُ النَّبِيُّ : ((قَدْ كَانَ فِي الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي
فَعُمَرُ))[ رواه الإمام أحمد، والترمذي والحاكم وصححاه].
·وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: ((لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ))[رواه الترمذي وحسنه، والحاكم
وصححه].
·وَقَدْ كَانَتْ لَهُ مُوَافَقَاتٌ؛ فَمِنْهَا: الصَّلاَةُ عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ، وَفِي الْحِجَابِ، وَفِدَاءِ الأَسْرَى.
·وَآتَاهُ اللهُ عِلْماً جَمَّاً، وَدِيناً صُلْباً، قَالَ رَسُولُ اللهِ : ((بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا
يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ)) قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:
((الدِّينَ)) وَقَالَ : ((بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ)) قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ((الْعِلْمَ))[رواهما البخاري]. وَقَالَ : ((أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي
أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللهِ عُمَرُ))[رواه الإمام أحمد، وابن ماجه، والترمذي وصححه]. وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : لَوْ أَنَّ
عِلْمَ عُمَرَ وُضِعَ فِي كَفَّةِ مِيزَان، وَوُضِعَ عِلْمُ أَحْيَاءِ الأَرضِ فِي كَفَّةٍ؛ لَرَجَحَ عِلْمُ عُمَرَ بِعِلْمِهِمْ.
·وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : ((مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ لَهُ وَزِيرَانِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ وَوَزِيرَانِ مِنْ أَهْلِ
الأَرْضِ، فَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ: فَجِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ: فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ))[رواه
الترمذي وحسنه].
·وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ، قَالَ: طَلَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : ((هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ
الْجَنَّةِ مِنْ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلاَّ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ))[رواه الترمذي وهو صحيح].
·وَعَنْهُ ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَنْ يُؤَمَّرُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: ((إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ أَمِيناً زَاهِداً فِي الدُّنْيَا، رَاغِباً فِي
الآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيّاً أَمِيناً لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ))[ رواه الإمام أحمد].
·وَعَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : ((اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ))[ رواه الإمام أحمد، والترمذي
وحسنه].
·وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: ((أُرِيتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكْرَةٍ عَلَى قَلِيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ
فَنَزَعَ ذَنُوباً أَوْ ذَنُوبَيْنِ نَزْعاً ضَعِيفاً، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ! ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَاسْتَحَالَتْ غَرْباً، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيّاً يَفْرِي
فَرِيَّهُ، حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ))[رواه البخاري].
·وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: ((بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، إِذْ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ،
فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَذَكَرْتُ غَيْرَةَ عُمَرَ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِراً)) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَبَكَى عُمَرُ وَنَحْنُ جَمِيعاً
فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَعَ رَسُولِ اللهِ ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَعَلَيْكَ أَغَارُ؟[متفق عليه].
·وَعَنْ سَعِيدِ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: ((عُمَرُ فِي الْجَنَّةِ))[ رواه الإمام أحمد وأهل السنن].
·بَعَثَ الْجِيُوشَ لِفَتْحِ الأَمْصَارِ، فَأَكْمَلَ فَتْحَ العِرَاقِ وَالشَّامِ، وَفَتَحَ بِلاَدَ فَارِسَ وَمِصرَ.
·وَكَانَ زَاهِداً فِي الدُّنْيَا، شَدِيدَ الوَرَعِ، يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَرقعُ ثَوْبَهُ، وَيَأْكُلُ خَشِنَ الطَّعَامِ، وَيَسْهَرُ عَلَى شُؤُونِ رَعِيَّتِهِ، قَالَ
أَنَسٌ : كَانَتْ بَطنُ عُمَرَ تُقَرقِرُ مِنْ أَكْلِ الزَّيْتِ عَامَ الرَّمَادَةِ، كَانَ قَدْ حَرَمَ نَفْسَهُ السَّمْنَ، قَالَ: فَنَقَرَ بَطْنَهُ بِأُصْبُعِهِ وَقَالَ:
إِنَّهُ لَيْسَ لَكِ عِنْدَنَا غَيرهُ حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ. وَكَانَ كَثِيرَ البُكَاءِ حَتَّى ظَهَرَ عَلَى وَجْهِهِ خَطَّانِ أَسْوَدَانِ مِنَ البُكَاءِ، وَكَانَ إِذَا
قَرَأَ القُرءَانَ بَكَى حَتَّى يُغْشَى عَلَيهِ فَيُعَادُ.
·طَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ الْمَجُوسِيُّ وَهُوَ يُصَلِّي بَالنَّاسِ الفَجْرَ، وَمَاتَ عَنْ ثَلاَثٍ وَسَتِّينَ سَنَّةً، فِي مُسْتَهَلِ مُحَرَّم عَامَ أَربَعَةٍ
وَعِشْرِينَ، وَدُفِنَ بِجِوَارِ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ
·وَلَهُ مِنَ الأَبْنَاءِ ثَلاَثَةَ عَشَرَ، تِسْعُ بَنِيْنَ وَأَرْبَعُ بَنَاتٍ.

التوقيع

_________________