مواقف من السيرة.. هل نحن على مقدار التحدي
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
مواقف من السيرة.. هل نحن على مقدار التحدي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في منتدى الإسلامي العام أحببت أن اضع بين أيدكم هذا الموضوع المتواضع بعنوان :
مواقف من السيرة.. هل نحن على مقدار التحدي // الشيخ عقيل المقطري
لقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ليوجد أمة متكاملة ومتماسكة، قال عليه الصلاة والسلام: «المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم». ولقد أقام النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمة على أساس من التراحم والتآخي، فحث المؤمنين على ألا يظلم بعضهم بعضاً، ولا يحتقر بعضهم بعضاً، فقال: «المؤمن أخو المؤمن، لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقره أخاه المسلم...»وقال: «وكونوا عباد الله إخواناً».
وكان من خطبته -عليه الصلاة والسلام- في حجة الوداع، أن أوصى المؤمنين بوصية جامعة فقال: «.. إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا..». وكان عليه الصلاة والسلام يُقوِّم الصحابة وينصحهم، ويعظهم في حال وجود أي خروج عن هذا المنهج الذي رباهم عليه.
فمن ذلك: أن أبا ذر رضي الله عنه حين قال لبلال رضي الله عنه:"يا بن السوداء". وجاء بلال يشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر: «أعيَّرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية..».
ومن ذلك: تحريمه صلى الله عليه وسلم للغيبة والنميمة حتى لا يبقى كل إنسان منشغلاً في مجالسه بأعراض الناس.
وتحريمه للتجسس «ولا تجسسوا ولا تحسسوا..» حتى لا يبقى كل إنسان منشغلاً بتتبع الغير.
مثل هذه التحذيرات يعني أن تبقى صدور المسلمين سليمة بعضها من بعض، متآلفة ومتراحمة، يألم المسلم لألم أخيه، ويفرح لفرحه، ويحزن لحزنه.
وهذا الأمر قد ظهر جلياً في حياة الصحابة، فكان شغلهم الشاغل عبادة الله عز وجل، ومقارعة أعداء هذه الأمة؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.
وهكذا كان الأمر في زمن التابعين، حتى بدأ الناس يخرجون عن الجادة، فانشغلوا بما حذرهم النبي عليه الصلاة والسلام عنه، فبدأ كيد الكائدين يظهر على الساحة، ولم يجد من يقاومه إلا ما شاء الله من أولئك العلماء الأفذاذ، الذين قيضهم الله للدفاع عن دينه، لكن خطط الأعداء انطلت على بعض المسلمين، فما من عقيدة ظهرت إلا ولها أتباع إلى يومنا هذا. فكيد الأعداء اليوم أكبر وأعظم فهم يخططون وينفذون، وأبناء الأمة في سبات عميق إلا من رحم ربك، والعلماء الربانيون قلة قليلة في المجتمع المسلم.
وأكثر هؤلاء قد انشغل بعضهم ببعض، لا أقول في قضايا المنهج، فهذا أمر لا بد منه وفق المنهجية التي رسمها سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، لكنهم انشغلوا في أمور جانبية فرعية، في وقت يعمل فيه الأعداء على جميع الصعد: (عقدية، إعلامية، تعليمية، اقتصادية،... إلخ). العدو جزأ البلاد الإسلامية، وشكل الأحزاب القومية واللادينية، وانتهك الحرمات والمقدسات، وسلب الأوطان والخيرات.. إلخ، والأمة تنظر إلى كل ذلك ولا حراك لها.
ونداءات العلماء والمصلحين كأنها صراخ في وادٍ سحيق، لا تكاد تسمع، ولو سمعت فما يستطيع السامع أن يفعل شيئاً، إلا ما شاء الله.
غير أننا نرى انشغالاً من الأمة على جميع الصعد، فالدول الإسلامية يحيك بعضها المؤامرات لبعض، ويتحرش بعضها ببعض، ويستولي بعضهم على أرض بعض، ويقاتل بعضهم بعضاً، وما اجتمع حكام المسلمين إلا ازدادوا تفرقاً.
وعامة الناس منشغلون بدنياهم، والدعاة يتتبع بعضهم بعضاً في الهفوات والزلات، والجماعات تقاطع بعضها بعضاً، وتكيد بعضها لبعض، ويحذر بعضها من بعض، ويلغي بعضها بعضاً، ويحاول بعضهم هدم الآخرين؛ ليقوم على أنقاضه، ويفرح بعضهم لتضييق بعض الدول على مخالفيهم من الدعاة والجماعات، أو إقفال وإلغاء بعض المؤسسات.. وهكذا.
والأمة مجتمعة تقر وتعترف بأن أعداءها يكيدون ويخططون لإضعافها ومحوها من الوجود، وأن الأعداء يخططون وينفذون. لكن الأمر كما قال (موشي ديان) اليهودي: "المسلمون لا يقرءون، وإذا قرءوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يعملون...". لقد فرض علينا الأعداء مفاهيمهم وقيمهم فرضاً، وصار المسلم يشعر بالذل والخزي إن أظهر مفاهيمه وقيمه، إلا أولئك الذين ثبتهم الله عز وجل.
فهل يا ترى نحن على مستوى تلك التحديات؟ أترك الجواب للقارئ الكريم.
والله من وراء القصد.
المصدر: نقلاً عن مجلة المنتدى العدد (91) محرم 1426هـ فبراير 2005م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في منتدى الإسلامي العام أحببت أن اضع بين أيدكم هذا الموضوع المتواضع بعنوان :
مواقف من السيرة.. هل نحن على مقدار التحدي // الشيخ عقيل المقطري
لقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ليوجد أمة متكاملة ومتماسكة، قال عليه الصلاة والسلام: «المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم». ولقد أقام النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمة على أساس من التراحم والتآخي، فحث المؤمنين على ألا يظلم بعضهم بعضاً، ولا يحتقر بعضهم بعضاً، فقال: «المؤمن أخو المؤمن، لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقره أخاه المسلم...»وقال: «وكونوا عباد الله إخواناً».
وكان من خطبته -عليه الصلاة والسلام- في حجة الوداع، أن أوصى المؤمنين بوصية جامعة فقال: «.. إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا..». وكان عليه الصلاة والسلام يُقوِّم الصحابة وينصحهم، ويعظهم في حال وجود أي خروج عن هذا المنهج الذي رباهم عليه.
فمن ذلك: أن أبا ذر رضي الله عنه حين قال لبلال رضي الله عنه:"يا بن السوداء". وجاء بلال يشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر: «أعيَّرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية..».
ومن ذلك: تحريمه صلى الله عليه وسلم للغيبة والنميمة حتى لا يبقى كل إنسان منشغلاً في مجالسه بأعراض الناس.
وتحريمه للتجسس «ولا تجسسوا ولا تحسسوا..» حتى لا يبقى كل إنسان منشغلاً بتتبع الغير.
مثل هذه التحذيرات يعني أن تبقى صدور المسلمين سليمة بعضها من بعض، متآلفة ومتراحمة، يألم المسلم لألم أخيه، ويفرح لفرحه، ويحزن لحزنه.
وهذا الأمر قد ظهر جلياً في حياة الصحابة، فكان شغلهم الشاغل عبادة الله عز وجل، ومقارعة أعداء هذه الأمة؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.
وهكذا كان الأمر في زمن التابعين، حتى بدأ الناس يخرجون عن الجادة، فانشغلوا بما حذرهم النبي عليه الصلاة والسلام عنه، فبدأ كيد الكائدين يظهر على الساحة، ولم يجد من يقاومه إلا ما شاء الله من أولئك العلماء الأفذاذ، الذين قيضهم الله للدفاع عن دينه، لكن خطط الأعداء انطلت على بعض المسلمين، فما من عقيدة ظهرت إلا ولها أتباع إلى يومنا هذا. فكيد الأعداء اليوم أكبر وأعظم فهم يخططون وينفذون، وأبناء الأمة في سبات عميق إلا من رحم ربك، والعلماء الربانيون قلة قليلة في المجتمع المسلم.
وأكثر هؤلاء قد انشغل بعضهم ببعض، لا أقول في قضايا المنهج، فهذا أمر لا بد منه وفق المنهجية التي رسمها سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، لكنهم انشغلوا في أمور جانبية فرعية، في وقت يعمل فيه الأعداء على جميع الصعد: (عقدية، إعلامية، تعليمية، اقتصادية،... إلخ). العدو جزأ البلاد الإسلامية، وشكل الأحزاب القومية واللادينية، وانتهك الحرمات والمقدسات، وسلب الأوطان والخيرات.. إلخ، والأمة تنظر إلى كل ذلك ولا حراك لها.
ونداءات العلماء والمصلحين كأنها صراخ في وادٍ سحيق، لا تكاد تسمع، ولو سمعت فما يستطيع السامع أن يفعل شيئاً، إلا ما شاء الله.
غير أننا نرى انشغالاً من الأمة على جميع الصعد، فالدول الإسلامية يحيك بعضها المؤامرات لبعض، ويتحرش بعضها ببعض، ويستولي بعضهم على أرض بعض، ويقاتل بعضهم بعضاً، وما اجتمع حكام المسلمين إلا ازدادوا تفرقاً.
وعامة الناس منشغلون بدنياهم، والدعاة يتتبع بعضهم بعضاً في الهفوات والزلات، والجماعات تقاطع بعضها بعضاً، وتكيد بعضها لبعض، ويحذر بعضها من بعض، ويلغي بعضها بعضاً، ويحاول بعضهم هدم الآخرين؛ ليقوم على أنقاضه، ويفرح بعضهم لتضييق بعض الدول على مخالفيهم من الدعاة والجماعات، أو إقفال وإلغاء بعض المؤسسات.. وهكذا.
والأمة مجتمعة تقر وتعترف بأن أعداءها يكيدون ويخططون لإضعافها ومحوها من الوجود، وأن الأعداء يخططون وينفذون. لكن الأمر كما قال (موشي ديان) اليهودي: "المسلمون لا يقرءون، وإذا قرءوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يعملون...". لقد فرض علينا الأعداء مفاهيمهم وقيمهم فرضاً، وصار المسلم يشعر بالذل والخزي إن أظهر مفاهيمه وقيمه، إلا أولئك الذين ثبتهم الله عز وجل.
فهل يا ترى نحن على مستوى تلك التحديات؟ أترك الجواب للقارئ الكريم.
والله من وراء القصد.
المصدر: نقلاً عن مجلة المنتدى العدد (91) محرم 1426هـ فبراير 2005م
Nabil LacRiM- مراقب الكمبيوتر والانترنت
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 2639نقاط التميز : 4581الجنس :العمر : 28الأبراج :
رد: مواقف من السيرة.. هل نحن على مقدار التحدي
جهود أروع
ننتظر مزيدكم
ننتظر مزيدكم
الإمبراطور- مراقب الرياضة العالمية
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 3647نقاط التميز : 8215الجنس :العمر : 30الأبراج :
رد: مواقف من السيرة.. هل نحن على مقدار التحدي
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق يا رب
وكل التوفيق يا رب
جون سينما- عضو نشيط
- تاريخ التسجيل : 07/09/2018المساهمات : 360نقاط التميز : 427العمر : 33الأبراج :
رد: مواقف من السيرة.. هل نحن على مقدار التحدي
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى
New Post- مديرة ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 24/08/2018المساهمات : 4133نقاط التميز : 6472الجنس :العمر : 24الأبراج :
رد: مواقف من السيرة.. هل نحن على مقدار التحدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـارك الله فيك على الموضـوع القيـم والطـرح الممـــيز
بـــالــتـــوفيق ان شـــــاء الله و ننتظر جديــدك
واصـل إبداعك الرائع معنا في منتدى لايعرف الى التميز والعطاء
لـك مــني أحلـى التـــقدير والامتنــان
تقبل مروري وخالص تحياتي لك
بـارك الله فيك على الموضـوع القيـم والطـرح الممـــيز
بـــالــتـــوفيق ان شـــــاء الله و ننتظر جديــدك
واصـل إبداعك الرائع معنا في منتدى لايعرف الى التميز والعطاء
لـك مــني أحلـى التـــقدير والامتنــان
تقبل مروري وخالص تحياتي لك
شموخ القوافي- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1461نقاط التميز : 1687الجنس :العمر : 32الأبراج :
رد: مواقف من السيرة.. هل نحن على مقدار التحدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك على هذه المعلومات
وعلى هذه المشاركة الرائعة
والموضوع المميز
شكرا لك على هذه المعلومات
وعلى هذه المشاركة الرائعة
والموضوع المميز
MarYam- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1419نقاط التميز : 2107الجنس :العمر : 36الأبراج :
مواضيع مماثلة
» هذه هي السيرة
» لعبة من سيربح التحدي
» مواقف نبوية للأزواج
» مواقف إيمانية وبطولية للصحابة في غزوة بدر
» مواقف طريفه اضحكت النبي صلي الله عليه وسلم
» لعبة من سيربح التحدي
» مواقف نبوية للأزواج
» مواقف إيمانية وبطولية للصحابة في غزوة بدر
» مواقف طريفه اضحكت النبي صلي الله عليه وسلم
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى