كيف تربح الصحافة من الإنترنت؟

كيف تربح الصحافة من الإنترنت؟

خبير التسويق الإلكتروني مونتجمري

هل يمكن للصحافة استغلال الإنترنت في تحقيق أرباح؟
السؤال ناقشته ندوة عقدتها كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية بعنوان "كيف تربح الصحافة من الإنترنت؟"، شارك في الندوة الخبير الأمريكي روب مونتجمري الباحث بمركز visual editors، وأيمن صلاح خبير الإعلان والتسويق في برنامج تطوير الإعلام الذي تموله الوكالة الأمريكية للتنمية، وأدار الندوة دكتور فرج الكامل عميد كلية الإعلام.

مليار مستخدم

قدم أيمن صلاح رؤية لحال النشر الصحفي على الإنترنت، مشيرًا إلى ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في مصر ليصل إلى 8 ملايين مستخدم، وهو عدد مرشح للتضاعف خلال ثلاث سنوات؛ لأن 40% من سكان مصر من الشباب تحت الثلاثين عامًا، ولديهم وعي عال بالتكنولوجيا، في حين أن هناك مليار مستخدم للإنترنت في العالم.

وأكد صلاح أفضلية الإنترنت كوسيلة إعلامية لعدة أسباب؛ منها السرعة، وسهولة الوصول إليها من أي مكان وأي جهاز وأي وقت؛ فهي ليست مرتبطة بقيود الوقت مثل البرنامج التلفزيوني الذي يذاع في أوقات محددة، أو الصحيفة المرتبطة بموعد في الصدور، كما أنها أكثر شخصنة، وأسهل في طريقة التشغيل فلا تحتاج لضبط تردد مثلا كالاستقبال الإذاعي والتلفزيوني، وأرخص حيث ما زالت معظم المواقع تتيح الاطلاع على محتواها مجانًا.

بالإضافة إلى أن دورة تطويرها أسرع، فإذا كانت الصحيفة تحتاج لشراء مطبعة كاملة لتطور من شكلها وجودتها، فإن المواقع لا تحتاج أكثر من تطوير برنامج وهو بالمقارنة أرخص كثيرًا، علاوة على أن البث على الإنترنت أكثر محلية، لكنه في ذات الوقت أكثر عالمية فأكثر الأحداث محلية يمكن بثها على الإنترنت لتصبح أكثر عالمية.

مليارات الأنترنت

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن أن تربح الصحف مالا من الإنترنت؟
الإجابة: نعم، فكما أشار أيمن صلاح في عرضه أنه: كلما زاد عدد المترددين على موقع وزاد عدد المستخدمين له ارتفعت قيمته في السوق، وهناك أمثلة أشهرها موقع الـ"فيس بوك" الذي أصبحت قيمته 300 مليون دولار، وقيمة موقع الـ"يوتيوب" 100 مليون دولار.

وتشير إحصاءات تقرير رابطة الناشرين الفوريين البريطانية لعام 2008 أن أكبر مورد لعائد المطبوعات الفورية Online Publication هي عرض الإعلانات وتمثل 41% من إجمالي العائد، بينما يمثل بيع المحتوى على الإنترنت من خلال الاشتراكات 14% فقط من إجمالي العائد,وتمثل الرعاية 9% فقط من ناتج إجمالي العائد كما يشير التقرير .

إلى أن عائد الإعلانات على الإنترنت خلال العام الماضي بلغ 1.97 مليار دولار منها 41% من الإعلانات كانت إعلانات على مواقع صحف، 6% من الإعلانات على مواقع تلفزيون، بينما 1% فقط من الإعلانات كانت على مواقع راديو، و25% من الإعلانات كانت على مواقع إعلامية غير تابعة لوسائل إعلام تقليدية.

وحتى تستفيد الصحف من عائد الإعلانات، أكد صلاح أن عليها: إدراك أن الموقع ليس نظيرا للصحيفة، لكنه خدمة منفصلة يجب تحديثها كلما جد جديد دون الانتظار لصدور الطبعة الورقية، كما يجب إتاحة الإعلانات المبوبة على الموقع، فالنشر والبث على شبكة الإنترنت أصبح تاريخًا في ظل الاتجاه نحو البث على التليفون الخلوي، خاصةً مع توسع الصحف والمحطات التلفزيونية في توفير خدمات لأجهزة الهاتف المحمول، وتزايد أعداد مستخدمي الجيل الثالث من الهواتف الجوالة.

كيف تربح الصحف؟

وفي نفس السياق تحدث روب مونتجمري عن كيف يمكن للناشرين أن يربحوا من نشرهم على الويب؟ مؤكدًا أن الطريقة المثلى لتطوير أي منتج هي معرفة جمهوره المحدد بقيم تجارية، ومطابقة ذلك الجمهور بالمنتج.

مشيرًا إلى أن الاعتماد على الشبكات الاجتماعية الرقمية هي الطريقة المثلى للوصول إلى الجمهور المستهدف، فمثلا نظرية الذيل الطويل "إحدى النظريات الحديثة في التسويق" بدأت كتدوينة ثم تحولت إلى مقال في مجلة ثم إلى كتاب بفضل الشبكات الاجتماعية الرقمية التي اهتمت بالتدوينة وقرأتها ثم علقت عليها ودعت المزيد من الأصدقاء للاطلاع عليها، وهكذا تطورت الفكرة.

وتضم الشبكات الاجتماعية الرقمية مواقع تشارك الصور، والفيديو، والتدوين، وغرف الدردشة، والمنتديات، وخدمة توصيل المحتوى RSS، والمواقع الاجتماعية مثل الفيسبوك، وماي سبيس، وهاي فايف، أما أكثر هذه الإمكانات استخداما فهي تحميل الفيديو وذلك لزيادة عدد المواقع التي تشارك الفيديو، وسهولة إمكانية إضافة الفيديو للمواقع الاجتماعية مثل المدونات والصفحات الشخصية وباقي المواقع الاجتماعية، وهو ما أدى إلى نمو عدد مستخدمي مقاطع الفيديو التشاركية بمعدل يتراوح من 31% إلى 82% من مستخدمي الفيديو التشاركي ليصل إجمالي عددهم في نهاية 2007 إلى 394 مليون مستخدم على مستوى العالم.

أما عن كيفية استفادة المواقع الإعلامية من هذه الإمكانات فيقول: إن الصحف تحولت من تقديم محتوى إلى منتج خدمة، فهي ليس مطلوبا منها أن تقدم محتوى فقط، إنما خدمات، أهمها التشبيك، بمعنى إتاحة الفرصة للمستخدم الوصول من خلال موقع الصحيفة إلى مجتمع يتبادل معه الخبرات.

قواعد الإعلام الجديد

وأشار مونتجمري إلى أن هناك 6 قواعد على الصحف معرفتها، وهي: أن الجمهور يعرف أكثر من الصحفي، وأن الناس يتحكمون في خبرتهم الإعلامية، وأي شخص بإمكانه أن يصبح مبدعا لرسالة إعلامية، وعلى الوسائل الإعلامية التقليدية أن تتطور أو تنتظر الموت، وأنه على الرغم من الرقابة فإن الخبر سيخرج للجميع، وأن على الصحفيين الهواة والمهنيين أن يعملوا معًا.

وأكد أن هناك مواقع طورت من نفسها ليصبح القارئ/المستخدم في مركز اهتمامها، مثل موقع الجارديان الذي لم يعد يقدم محتوى Content بل سياقا Context من خلال ربط المستخدمين ببعضهم البعض وربط المستخدمين بالصحفيين من خلال مدونات للصحفيين والتعليق على المادة وإتاحة بريدهم الإلكتروني، وإتاحة الفرصة للمستخدمين لإضافة موادهم الخاصة التي من الممكن أن تكون أخبارا أو شكاوى أو تغطيات لفعاليات مختلفة.

وحول استفادة الصحيفة من هذا التطوير يقول مونتجمري: إنها تزيد من معدل التردد على الموقع وهو ما يطور العمل الصحفي في الموقع ويزيد من عائده لزيادة عدد المعلنين، مشيرًا إلى أنه ليس كل زوار الموقع يتفاعلون بذات الطريقة أو أن جميعهم يضيفون مادة للموقع، إنما 1% فقط يضيف مادة، و9% يشاركون، و90% يتفرجون على المحتوى.

وعن نماذج تحقيق عائد من المواقع الإعلامية المجانية يقول: هناك عدة نماذج، منها: إتاحة رايات Banners إعلانات، ويتم حساب قيمة المقابل بالدفع لكل ألف مشاهدة، والدفع لكل نقرة فأرة، وهو النظام الذي يتبعه محرك بحث جوجل، والدفع مقابل كل تحويلة من الموقع الإعلامي لموقع الشركة المعلنة، وأخيرا بيع قوائم العملاء.

أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ
دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ
أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ
لك الشكر من كل قلبي