نقائص وحدود التجارب الإعلامية العربية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

نقائص وحدود التجارب الإعلامية العربية

مُساهمة من طرف long race الخميس يناير 16, 2020 3:05 am


نقائص وحدود التجارب الإعلامية العربية

تسبّبت عدّة عوامل تاريخية رافقت تطور الإعلام في العالم اللعربي، في وصول الرسالة الإعلامية إلى درجة القدرة على "بناء رسالة إعلامية" تثويرية تدعو للتغيير، من أهمها:

-بروز تعددية إعلامية تاريخية، راكمت خبرة وتجربة هامة في تاريخ الصحافة العربية، رافقت تحولها من عهد التحرر إلى الأزمة والصراع العربي الإسرائيلي، الهزائم العربية، ومن ثمّ، عودة إمكانية المقاومة، الداخلية والخارجية، لاكتساب شرعية تقرير المصير من دون أيّ تدخّل خارجيّ في شؤون البلاد.

-التطور الكبير في تكنولوجيا الاتصال والمعلوماتية، وتعدّد العناوين الصحفية المكتوبة، نتيجة التخليّ عن سيطرة القطاع العام لصالح القطاع الخاص.

-التحول لى اقتصاد السوق، وما صاحبه من إجراءات انفتاح سياسي كبير على الخارج، فرضته التوجهات الليبرالية الجديدة للدول العربية، التي انخرطت في فلك الراسمالية العالمية والعولمة.

-التغيّر النسبي في تقاليد التلقي، واعتماد وسائط تكنولوجية عابرة للسماوات، غير خاضعة لسيطرة الحكومات.

-صعود الحركات الإسلامية، كنتيجة للغضب المتنامي ضدّ الهيمنة الأمريكية، وظهور نوع جديد من الإعلام الدينيّ بأنواعه المختلفة: المعتدل والمتشدد.

-تصدّع النظام العربي وظهور التنافسات بين أطرافه، والزلازل الكبرة التي ضربته، نحو حروب الخليج منذ بدايات ثمانينيات القرن الماضي.

-التدخّل الدولي والخشية من حشذ جهود المجتمع الدولي في تحديد مصير الشعوب العربية

لكن بالرغم من ذلك، لا تزال التجارب الإعلامية العربية، تعاني من قصور وتراجع كبير نتيجة انقسامها على أنماط أيديولوجية عديدة، فالإعلام الرسمي ظلّ خاضعا للقوانين الداخلية المعتمدة في الدول العربية، في ظلّ صراع دفين حول قضايا حبس الصحفيين وحدود الحريات الصحفية في القطاع العمومي، حيث أضحت معظم الحركات النقابية الإعلامية في القطاع العمومي على علاقة بالسلطة، إضافة إلى نوع جديد من القنوات الدينية غير الموضوعية التي يصعب التحكم فيها، وفي مضامين رسالتها الإعلامية ورؤاها سوى بالقوانين الداخلية المعتمدة في الدول العربية

تليها الصحافة المكتوبة بأنواعها، والتي تعاني من عدّة ممنوعات، في قضايا تهمّ الراي العام، حيث لا تزال المضايقات والقضايا في المحاكم وحبس الصحفيين أهمّ الحدود السلطوية المرسومة لهذه الفئة التي تقدّم رسالة إعلامية على قدرة هائلة في تعبئة الرأي العام، خصوصا وأنّها أصبحت هي الأخرى تعتمد على الإعلام الرقمي، والوسائط التكنولوجية الحديثة في الاتصال عن طريق شبكات التويتر والفايس بوك ونشر الافكار عن طريق اليوتيوب وغيرها وتبادل المعلومات مع المواطنين أنفسهم واستغنائهم عن التلفزيون ولو مؤقتا، نتيجة تغير القيم الاجتماعية والسلوكية للمواطنين على إثر ضغط الرسالة الإعلامية المعوملة. إضافة إلى نوع مختلف من الفضائيات العربية التي لم تستطع أن تقيم فصلا واضحا بين رسالتها المحايدة و الانتماءات الأصلية لها، إذ لم نلمس إلى حدّ الساعة، أيّة مواقف محايدة لقنوات عربية مشهورة كقناتي الجزيرة القطرية والعربية السعودية في نقد سياسات قطر والمملكة العربية السعودية، رغم أنّ أولى قرائن العجز الإعلامي لهاتين القناتين اللتين تدعيان الحياد والاحترافية، هو تجنّب مناقشة العلاقات الخليجية مع الغرب، ومواقف الدول الخليجية من الدولة الإسرائيلية، إضافة إلى مواضيع حساسة تتعلق بداخل البلاد، كالقواعد العسكرية الأمريكية، عدم وجود أحزاب، التسلط الحكومي على البرلمان كما يحدث في الكويت مرارا وتكرارا، أو حتى قضايا بسيطة كقضية قبائل الـ: "بدون" في قطر الذين لا يتمتعون بحقوق الموطنة.... وغيرها من القضايا السيادية التي ينشغل عنها الإعلاميون في قطر والسعودية وبقية الدول الخليجية.

ومن بين الأمور التي تمّ رصدها في تحولات دور الإعلام في سياق الربيع العربي تسخير هذه القنوات لباحثين ومنظرين، وساسة ورجال دين، ومتخصصين في المجالين الإعلامي والمعلوماتي، وتقديمهم على أنّهم محللين موضوعيين، في الوقت الذي تؤكّد استضافتهم وانتقاؤهم توافقهم مع الخط العام للقناة، إضافة إلى المواقع الإلكترونية التابعة لهذه القنوات والتي تستكتب باحثين وكتابا وصحفيين لنفس الغرض، وهو ما أدّى في النهاية إلى تضارب مضامين "الرسائل السياسية التثقيفية الموضوعية" التي تستهدف زيادة يقضة ووعي المواطن العربي بما يدور حوله من أحداث سياسية. إضافة إلى التنافس والصراع غير العقلاني بين القنوات الفضائية التي تضيع وقت المشاهد في ضرب بعضها البعض، بمضامين برامجها المتناقضة، حيث ساهم الإعلام في ضياع المشاهد العربي وازدياد انقسامه وعدم يقينيته من سير الأحداث.

كما يضرّ بهذا الدور التوعوي، الأهداف التسويقية والتجرية لبعض القنوات الفضائية التي تزعم أنّها تعنى بتغطية الأحداث، في حين أنّ المقاصد النهائية لدورها في تغطية التحول السياسي لا يختلف عن دور اعديد من القنوات الفضائية العالمية، التي تتسابق من أجل حجز مكان لها في الفضاء العالمي، والحصول على أرباح تجارية ومالية والمتاجرة بقضايا الصراع السياسي التي ترهن مصير الأمة.

long race
long race
عضو ستارديس

تاريخ التسجيل : 29/08/2018
المساهمات : 1087
نقاط التميز : 2208
الجنس : ذكر
العمر : 26
الأبراج : العقرب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: نقائص وحدود التجارب الإعلامية العربية

مُساهمة من طرف New Post الخميس يناير 16, 2020 8:12 am


بارك الله فيك علـى المـوضوع الجمـيل والطـرح الممـيز

أفـدتنا بمـعلومات قـيمة ومفيدة جـزاك الله خـيرا

نحـن في انتظـار مواضيـعك الجديـدة والرائـعة

New Post
New Post
مديرة ستار ديس

تاريخ التسجيل : 24/08/2018
المساهمات : 4133
نقاط التميز : 6472
الجنس : انثى
العمر : 24
الأبراج : الميزان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع

لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان

سجل معنا الان

انضم الينا جروب تاج فعملية التسجيل سهله جدا ؟


تسجيل عضوية جديدة

سجل دخولك

لديك عضوية هنا ؟ سجل دخولك من هنا .


سجل دخولك

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى