ما زلنا نعيش اثار الحادي عشر من سبتمبر التي زلزلت المسلمين زلزالا شديدا , فالاكثرية منهم خشيت وعيدا وراحت تهادن شيطانا مريدا ,وتتخد من العدو أخا فريدا ,وتفر من الشقيق شيبة ووليدا.
من هناك وهي في نزول وإنحطاط.
فمنذ قرون عدة مازلت أمتنا في غيبوية فرضت عليها قسرا, فأقعدتها عن الحركة والحيوية والنهوض والبناء الحضاري .وسلبت البسمة والفرحة من وجوه أبنائها ,وعمّقت الفجوة المعرفية بينها وبين الاخرين , ما جعلهم ينطرون إليها نظرة دونية , بل وصل الأمر الى محاربة الاسلام نفسه ووصمه بالتخلف والتطرف والتشدد والانغلاق والعجر
ان الخروج من هذا المأزق الحضاري الراهن يمكن في بناء الانسان المسلم بناءا متكاملا وتقوية جهاز المناعة لديه , وإعادة شخصيته المسلوبة وإنسانيته الضائعة , وتحريره من عوامل الخوف والقلق والانهزامية والانكسار , ومن ثم وضعه في طريق التغيير والبناء المنشود ,ليكون إنسانا قادرا على فهم متغيرات العصر وعلومه ,ويعرف كيف يتعامل مع الاخرين , بفكر وسطي معتدل .
هذا الفكر الوسطي شرط ضروري لاي تغيير او بناء حضاري وقاعدة اساسية للحوار بيننا وبين الغرب . وجسرا يعبر عليه للوصول الى بر الامان والوصول الى قلوب الاخرين وتحقيق عالمية الإسلام المنشودة