من هو الصحابي؟
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
من هو الصحابي؟
من هو الصحابي؟
·الصَّحَابِيُّ: هُوَ مَنْ لَقِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقَظَةً، مُؤْمِناً بِهِ، وَمَاتَ عَلَى الإِسْلاَمِ.
·مَعْنَى هَذَا التَّعْرِيْفِ: أَنَّ مُجَرَّدَ إِدْرَاكِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلُقْيَاهُ يَكْفِي فِي إِدْرَاكِ شَرَفِ الصُّحْبَةِ، وَلَوْ كَانَ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ، أَوْ فِي مَوْقِفٍ مَعَ عُمُومِ النَّاسِ؛ كَمَنْ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَآهُ فِي الْمَوْقِفِ مَعَ جَمْعِ النَّاسِ، وَلَوْ لَمْ تَطُلْ صُحْبَتُهُ، وَلَكِنْ دَرَجَاتُهُمْ تَتَفَاوَتُ حَسْبَ طُولِ الصُّحْبَةِ، وَتَقَدُّمِهَا، وَمَا شَارَكَ فِيهِ الصَّحَابِيُّ مِنْ غَزَوَاتٍ، وَمَا بَذَلَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى ] لاَ يَسْتَوي مِنْكُم مَّنْ أَنْفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنْفَقُواْ مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى [ [سورة الحديد، الآية 10] وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّحَابَةَ رضي الله عنهم دَرَجَاتٌ، وَلاَ يَدْخُلُ فِيهِمْ مَنْ لَقِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ كَافِرٌ، وَلَوْ أَسْلَمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ لاَ يَنَالُ شَرَفَ الصُّحْبَةِ، وَلاَ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ الصَّحَابِيُّ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَدْ يَكُونُ كَفِيْفاً لاَ يَرَى، أَوْ صَغِيراً، فَإِنَّهُ يَنَالُ شَرَفَ الصُّحْبَةِ مَادَامَ قَدْ اجْتَمَعَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، بِشَرطِ أَنْ يَكُونَ وَقْتَ اجْتِمَاعِهِ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُؤْمِناً بِهِ، وَأَنْ يَكُونَ وَقْتَ مَوْتِهِ مُؤْمِناً، يَسْتَوِي فِي كُلِّ هَذَا الذُّكُورُ وَالإِنَاثُ.
·كُلُّ مَنْ تَوَافَرَتْ فِيهِ هَذِهِ الصِّفَاتُ فَهُوَ صَحَابِيٌّ، وَالصَّحَابَةُ أَئِمَّةٌ فُضَلاَءُ، فَرَضَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْنَا حُبَّهُمْ وَتَوْقِيرَهُمْ وَالتَّرَضِي عَنْهُمْ وَالاسْتِغْفَارَ لَهُمْ.
·وَالصَّحَابَةُ رضي الله عنهم كُلُّهُمْ عُدُولٌ مَرضِيُّونَ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ وَعِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالأَدِلَّةُ عَلَى عَدَالَتِهِمْ لاَ تُحْصَى فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ السَّلَفِ الصَّالِحِ. وَالعَدْلُ هُوَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لاَ يَمِيْلُ بِهِ الهَوَى فَيَجُور فِي الْحُكْمِ، فَهُوَ مَرضِيٌّ فِي دِنِيهِ وَصَلاَحِهِ، قَدْ سَلِمَ مِنْ أَسْبَابِ الفُسُوقِ وَخَوَارِمِ الْمُرُوْءَةِ، وَالصَّحَابَةُ لَيْسُوا بِمَعْصُومِينَ، وَلَكِنَّهُمْ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِينَ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرسَلِينَ.
·قَالَ حَافِظُ الْمَشْرِقِ الْخَطِيْبُ البَغْدَادِيُّ، رَحِمَهُ اللهُ: وَالأَخْبَارُ فِي هَذَا الْمَعْنَى تَتَّسِعُ، وَكُلُّهَا مُطَابِقَةٌ لِمَّا وَرَدَ فِي نَصِّ القُرْءَانِ، وَجَمِيْعُ ذَلِكَ يَقْتَضِي طَهَارَةَ الصَّحَابَةِ وَالقَطْعَ عَلَى تَعْدِيْلِهِمْ وَنَزَاهَتِهِمْ، فَلاَ يَحْتَاجُ أَحَدٌ مِنْهُمْ، مَعَ تَعْدِيْلِ اللهِ لَهُمْ، الْمُطَّلِعِ عَلَى بَوَاطِنِهِمْ، إِلَى تَعْدِيْلِ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ لَهُ. [الكفاية في علم الرواية ص93].
·وَالصَّحَابَةُ رضي الله عنهم مَعَ فَضْلِهِمْ وَعَظِيمِ شَأْنِهِمْ يَتَفَاوَتُونَ فِي الفَضْلِ ] وَكُلاً وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى [ ؛ فَأَفْضَلُهُمْ: الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الأَرْبَعَةُ، حَكَى الإِجْمَاعَ عَلَى هَذَا جَمْعٌ مِنَ الأَئِمَّةِ؛ وَهُمْ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ، ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ بَقِيَّةُ العَشَرَةِ؛ وَهُمْ: طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِاللهِ، وَالزُّبَيرُ بْنُ العَوَّامِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَامِرُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَسَعِيْدُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهم .
·قَالَ الْهَمْدَانِيُّ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ t : مَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ شَكَّ فِيهِ: أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَالْحَمْدُ للهِ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ يَا أَبَا الْحَسَنِ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ شَكَّ فِيهِ، وَالْحَمْدُ للهِ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ الثَّالِثُ يَا أَبَا الْحَسَنِ، قَالَ: لاَ، وَالَّذِي يَلِيْهِمَا. [رواه الإمام أحمد وابن شاهين وأبو نعيم وصححه ابن قدامة].
·وَقَالَ عَبْدُاللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: كُنَّا نَتَحَدَّثُ، عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، بَعْدَ نَبِيّهَا عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، فَيَبْلُغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَلاَ يُنْكِرُهُ. [رواه ابن أبي عاصم وعبدالله بن أحمد والخلال وابن شاهين وأبو نعيم].
·قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ، رَحِمَهُ اللهُ: أَفْضَلُ النَّاسِ، بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ.
·وَأَفْضَلُ جَمَاعَاتِ الصَّحَابَةِ، بَعْدَ العَشَرَةِ الْمُبَشَّرَةِ: أَهْلُ بَدرٍ، ثُمَّ أَهْلُ أُحُدٍ، ثُمَّ أَهْلُ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فِي الْحُدَيْبِيَةِ،
·وَمِنْ أَفْضَلِ الصَّحَابِيَّاتِ: سَيّدَةُ نِسَاءِ الْجَنَّةِ فَاطِمَةُ؛ لِكَونِهَا بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُغْضِبُهُ مَا يُغْضِبُهَا، وَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ خَدِيْجَةُ لِسَابِقَتِهَا وَبَذْلِهَا، وَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ؛ لِكَوْنِهَا أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلِعِلْمِهَا، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ؛ لِكَوْنِهِنَّ زَوْجَاتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
·وَلاَ يُعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الدِّقَّةِ كَمْ عَدَدُ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم إِجْمَالاً، قَالَ القَسْطِّلاَّنِي: وَأَمَّا عِدَّةُ أَصْحَابِهِ صلى الله عليه وسلم ، فَمَنْ رَامَ حَصرَ ذَلِكَ فَقَدْ رَامَ أَمْراً بَعِيداً، وَلاَ يَعْلَمُ حَقِيْقَةَ ذَلِكَ إِلاَّ اللهُ تَعَالَى؛ لِكَثْرَةِ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَوَّلِ البِعْثَةِ إِلَى أَنْ مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَتَفَرُّقُهُمْ فِي البُلْدَانِ وَالبَوَادِي. [المواهب اللدنية].
·وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَلِمْنَا أَنْ مَنْ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ فِي فَتْحِ مَكَّةَ عَشَرَةُ آلاَفٍ، وَفِي غَزْوَةِ حُنَينٍ اثْنَا عَشَرَ أَلفاً، وَفِي غَزْوَةِ تَبُوكَ سَبْعُونَ آَلفاً، وَفِي حَجَّةِ الوَدَاعِ مَائَةُ أَلفٍ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلفاً، وَقُبِضَ وَفِي الْمَدِيْنَةِ ثَلاَثُونَ أَلفاً.
وكتبه أحمد بن عبدالعزيز الحمدان
التوقيع
_________________
رد: من هو الصحابي؟
بارك الله فيك أّختي منصورة وشكرا على المتابعة
التوقيع
_________________
Derraz Boujemaa- مؤسس ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 20/08/2018المساهمات : 5189نقاط التميز : 9415الجنس :
رد: من هو الصحابي؟
تحيتي لك ولحضورك الأنيق
شكراً لتواصلك الجميل
وحضورك المعطر بصدق الوفاء
شكراً لتواصلك الجميل
وحضورك المعطر بصدق الوفاء
التوقيع
_________________
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى