الاهتمام بالمعلِّم .. انطلاقة نحو التقدّم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الاهتمام بالمعلِّم .. انطلاقة نحو التقدّم

مُساهمة من طرف professeur الخميس نوفمبر 08, 2018 3:47 am


لا يحتاج التأكيد على تراجع التعليم في العالم العربي إلى برهان، وهو ما يعدُّ مؤشراً خطيراً خاصةً في هذه الظروف التي تتطلّع فيها الأمَّة لجيلٍ صاعد يحقّق لها غايتها ويفي باحتياجاتها.

ويجمع الخبراء على أنَّ المشكلة تبدأ وتنتهي عند "المدرس"، فهو النواة الصَّلبة للعملية التعليمية، والعمود الأساس الذي تستند إليه، ويرجع المختصون سبب المشكلة التعليمية إلى إهمال حال المدرس في دولنا العربية، فلم تراع احتياجاتهم المادية، وجعلت رواتبهم هي "الأدنى"، ولم تعر مسألة تطوير قدراتهم أيَّ اهتمام.

وكانت النتيجة، تخريج طلاب مستواهم ضعيف، ومفاهيمهم قصيرة، ومداركهم ضيّقة، لا يعرفون جانب البحث والإبداع، هدفهم وغايتهم الحصول على شهادة التخرّج، وذلك في وجود العامل الحافز (الغش) .

واقع مهنة التَّدريس

الناظر إلى واقع التعليم العربي يلاحظ مدى تخلفه عن ركب حضارة الألفية الثالثة، واتجاهه نحو الانحدار؛ حيث مازال يتخبَّط العــرب في متاهات ودوائر لا متناهية من المشاكــل والصُّعوبـات التي غالبـاً ما تحكم علــى خططه وإستراتيجياته بالتعثر، وعلى جهوده ووعوده باليأس، وعلى توجهاته وآفاقه بالانطفاء".

هذه العبارة، بدأ د.فؤاد العاجز أستاذ الإدارة التربوية والتربية المقارنة في الجامعة الإسلامية بغزة، ونائب عميد البحث العلمي حديثه لــ"بصائر".

كما أكَّد أنَّ المشكلة الأخطـر تتمثل في تردّي نوعية التعليم، ممَّا جعله يفقد هدفه التنموي والإنساني، مرجعاَ ذلك إلى قلَّة الموارد، وتردّي نوعية مكوّنات العملية التعليمية المتمثلة في السِّياسة التعليمية وأوضاع المعلمين وطبيعة المناهج وأساليب التقويم.

وأضاف العاجز أنَّ طرق الإلقاء والتلقين والحفظ والاستظهار هي التي تطغى على التعليم العربي، منوّهاً إلى أنَّ أساليب التقويم تقتصر على قياس الحفظ والتذكر فقط.

وأشار إلى أنَّ البلدان العربية تعاني من غياب الرُّؤية المتكاملة الواضحة للعملية التعليمية وأهدافها، مؤكداً أن مشكلات التعليم لن تحسم بدون رؤية واضحة ومتكاملة لأهداف التعليم ومقتضياته.

مشكلات بنيوية

وأوضح "العاجز" أنَّ التعليم العربي يعاني من مشكلات بنيوية، وأنَّه بدأ يتدهور في مستواه بسبب تضاعف عدد الطلاب وانخفاض الموارد المخصصة للتعليم.

ودلَّل على ما ذهب إليه بارتفاع نسبة الأمية في الوطن العربي، وتدني نسبة الاستيعاب في التعليم مقارنة بدول نامية أخرى، وتدني مستوى الإنفاق على البحث والتطوير، وتدني عدد براءات الاختراع التي سجلها العرب طوال تاريخهم.

وقال العاجز :"إنَّ نوعية التعليم العربي يغلب عليه ثلاث سمات تتمثل بتدني التحصيل المعرفي وضعف القدرات التحليلية، وضعف القدرات الابتكارية في جميع مراحل التعليم".

مشاكل المدرّسين

ينوّه "العاجز" إلى وجود نوعين من المشاكل؛ إحداها : يعود على المعلم نفسه، تتمثل بقلّة الرَّاتب الذي يحصل عليه، الأمر الذي يدفعه للاتجاه صوب الدروس الخصوصية، وزيادة عدد النصاب في الحصص، وكثرة عدد الطلاب داخل الفصل الذي يسبب تشتيت وبعثرة جهود المعلم بين هذه الأعداد الضخمة من الطلاب، بالإضافة إلى كثافة المقرّر في بعض المواد، حيث لا تتناسب مع الوقت المخصص لها، وجعل المدرس يهتم بكمية ما يعطيه في الحصة دون الاهتمام بالكيف.

وأشار إلى تكليف المدرس بتدريس مواد غير مادة اختصاصه، حيث يسند تدريس مادة العلوم بأفرعها المختلفة إلى مدرس واحد مثل مادة الكيمياء, الفيزياء, الأحياء.



وبيّن "العاجز" أنَّ النَّوع الثاني من المشاكل يعود للطلبة، حيث ينتشر العنف بينهم، وعدم احترام الطلبة للمعلمين نتيجة إلغاء درجات السلوك أو جعلها بلا هدف، ومنع المدرسين من الضرب والتوبيخ لتلاميذهم، الأمر الذي جعل المدرس تذهب هيبته وأصبح يحصد إهانات الطلاب وأولياء أمورهم، بالإضافة إلى قلة تحصيل الطلاب نتيجة عدم المتابعة المستمرة من أولياء الأمور، وعدم انتباههم لعملية التعلم والتعليم.

تراجع المهنة

من جهته، أكَّد الأستاذ محمَّد الشيخ خليل، مفتش اللغة العربية في مدينة غزة، والذي أحيل إلى التقاعد العام الماضي، أنَّ مهنة التدريس في العالم العربي آخذة في التراجع نتيجة المردود المادي السيئ للمعلّمين بتدنّي رواتبهم.

وتابع يقول:" ضعف الرَّواتب دفع بعضهم للاتجاه صوب إعطاء دروس خصوصية، نتج عنها إهانة المدرّس ومهنة التّدريس، حيث أصبح المدرّس يتقرّب من الطالب من أجل الدروس الخصوصية، ومن الممكن أن يكلّف طلابه ليصبحوا سماسرة للبحث عن طلاب يحتاجون لتلك الدروس".

وأضاف الشيخ خليل أنَّ تدني الرَّواتب دفع بعضهم للعمل كسائقي أجرة أو غيرها من المهن الاخرى الأمر الذي يقلل من هيبة المدرس، بالاضافة إالى اعتماد المناهج على التلقين والحفظ، والاستعانة بالأبحاث الجاهزة .

وقال:" إنَّ وزارة التربية والتعليم في مختلف الدول إلى جانب وكالة الغوث في بعض الدول تبذل قصارى جهدها في عملية تأهيل المدرسين وتدريبهم من أجل النهوض بواقع التعليم في العالم العربي".

اقتراحات للارتقاء

وقال الشيخ خليل:" إنَّ التعليم العربي مطالب بتطوير فلسفته وأهدافه وفكره التربوي وغاياته وأساليبه وطرائقه بما يتناسب ومتطلبات هذا العصر المتسارع في تغيّراته؛ بما يلبّي حاجاته، ويعزِّز مكانته بين دول العالم، موضحاً أنَّه غير قادر على تخريج المبتكرين، لأنَّه يحتاج إلى مراجعة شاملة وإصلاحات جذرية حتّى يستطيع أن يواكب المتغيّرات العالمية".

وذكر الشيخ خليل أنَّه لا بدَّ للدول العربية أن تستفيد من الدّول المتقدّمة، كأمريكا وإنجلترا حتَّى تستطيع الارتقاء بواقع مهنة التدريس، منوّهاً إلى أنَّ كلتا الدولتين عندما حلّت المشكلة قامت برفع رواتب المعلمين، واهتمت بالجانب الاجتماعي والاقتصادي، وأعادت للمعلّم مكانته.

وأضاف أنَّه ينبغي الارتقاء بمهنة التعليم عن طريق تحقيق التكامل بين الإعداد والتدريب أخذاً بمبدأ التربية المستديمة، والنّهوض بالجوانب النوعية للتربية؛ كتطوير المناهج وإدخال التقنيات العلمية والتكنولوجية الحديثة في التعليم.

تطوير القدرات

وشدَّد على ضرورة تطوير مستويات المعلّمين بما يجعلهم قادرين على أداء أدوارهم التربوية في المجتمع بما يتناسب مع متطلبات الجودة والمنافسة، من خلال تطوير طرق التدريس، واستخدام التقنيات التعليمية، وتطوير أساليب التقويم التي ينبغي أن تركّز على قياس وتقويم الكفاءات التَّعليميّة للمتعلّمين بدلَ التركيز على مستويات التفكير الدنيا؛ كالحفظ والاسترجاع.

وأردف الشيخ خليل، قائلاً :" ينبغي الاهتمام بالبحث العلمي والإنتاج المعرفي ودفع القطاع الخاص للمشاركة في تمويله والاستفادة من نتائجه، وإيجاد آلية فاعلة لتعاون المؤسسات البحثية العربية بما فيها الجامعات العربية في مجال البحث العلمي، والإنتاج المعرفي الذي يرتبط بقضايا الأمَّة العربية وأقطارها المختلفة".

وأكَّد على ضرورة اعتماد طريقٌة تعليميّةٌ تختلف عن الطريقٌة المتبعة والتي تعتمد على التلقين الذي حوَّل الطالب إلى جهاز استقبال معطّل العقل لا يسمح له بممارسة عملية التفكير أو الاعتراض، فهو يستقبل الأفكار كقوالب جاهزة، على حدِّ تعبيره.

وأوضح أنَّه يجب على الجهات المختصة بالتربية والتعليم المبادرة بشتى الطرق على وضع آليات تحمي المعلم وتعتني بمشاكله، كأن يكون هناك رابطة لحقوق المعلم، مضيفاً أنَّه يجب على كلّ أسرة، ألا تسمح لأبنائها بالسُّخرية من شخصية المعلم، وأن تقوم بغرس حبّهم واحترامهم في نفوس أبنائهم.

ونوَّه الشيخ خليل إلى أنَّه يجب على القائمين على العملية التعليمية التركيز على زيادة التفاعل الصّفي من خلال التوجيه والتدريب، مع ضرورة تواصل المدرسين مع بعضهم لنقل التجارب والخبرات.

وأشار إلى ضرورة إخضاع الطالب لعملية تقييم مستمرة، لمعرفة مدى تقدّم تحصيله العلمي، وبذلك تتم معرفة الطالب الذي يحتاج إلى حصص تقوية في المادة التي يواجه فيها بعض الصُّعوبات، فيتم رفع مستواه للحصول على النَّجاح.

professeur
professeur
مراقب المنتدى

تاريخ التسجيل : 31/08/2018
المساهمات : 1825
نقاط التميز : 3849
العمر : 35
الأبراج : العقرب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: الاهتمام بالمعلِّم .. انطلاقة نحو التقدّم

مُساهمة من طرف Derraz Boujemaa الأربعاء نوفمبر 14, 2018 2:25 pm


بارك الله فيك وشكرا على المتابعة




التوقيع

_________________
الاهتمام بالمعلِّم .. انطلاقة نحو التقدّم  13352848165
Derraz Boujemaa
Derraz Boujemaa
مؤسس ستار ديس

تاريخ التسجيل : 20/08/2018
المساهمات : 5189
نقاط التميز : 9415
الجنس : ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: الاهتمام بالمعلِّم .. انطلاقة نحو التقدّم

مُساهمة من طرف MasTar السبت نوفمبر 17, 2018 1:02 pm


مشكور علي الموضوع مميز

MasTar
MasTar
عضو مميز

تاريخ التسجيل : 26/10/2018
المساهمات : 602
نقاط التميز : 606
الجنس : ذكر
العمر : 23
الأبراج : الجدي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع

لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان

سجل معنا الان

انضم الينا جروب تاج فعملية التسجيل سهله جدا ؟


تسجيل عضوية جديدة

سجل دخولك

لديك عضوية هنا ؟ سجل دخولك من هنا .


سجل دخولك

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى