وَقَفَاتٌ مَعَ مَعَانِي الإِحْسَانْ - المقدمة -
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
وَقَفَاتٌ مَعَ مَعَانِي الإِحْسَانْ - المقدمة -
تعالوا نبدأ التطواف في بستانٍ وارف الظلال ، ماتع الشذا و الأزهار .
وأقول : لن أتمكن البتة من قطف كل ثمرات هذا البستان ؛ فمن اليسير جدَّا أن نقطف زهرة ً واحدةً من وسط صحراء مقفرة ؛
لأنها بلا ريب ستلفت نظرك ، و لكن من العسير جداَّ أن نقطف زهرة وسط حديقة غناء تضمُّ كلَّ أنواع الزهور ،
و تحوي كل أنواع العبير و الرايحين .
فبستان الإحسان بستانٌ أرى فيه الحكمة العربية القديمة التي تقول :( مَنْ أَخْصَبَ تَخَيَّر ) ، و أراها ستنقلب علينا فستكون:
( مَنْ أَخْصَبَ تَحَيَّر ) ؛ فالأزهار كثيرةٌ ، و الدروس متعددةٌ ودرجات الإحسان متنوعةٌ ‘ ومقامات الإحسان كثيرةٌ واسعة ٌ،
بِسِعَةِ الدين كما سأبيِّن الآن .
فتعالى بنا - أيها الحبيب - و أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحسنين – لنبدأ التطواف في بستان " الإحسان "،
و أشهد الله أنني أتحدث عن الإحسان لا من منطلق الشعور بالأهلية ، و إنما من منطلق الشعور بالمسئولية ،
وهذا ما تؤصِّله و تقرِّره القاعدة الأصولية : ( من عدم الماء تيمم بالتراب ) .
فوالله ما شممنا رائحة القوم ، بل نتلمَّس الخُطا ، أسأل الله أن يحشرنا و إياكم جميعاً مع المحسنين
" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " [ المائدة :13] .
و سأقف و قفة ً شاملةً دون تفصيل ، ثم بعد ذلك – إن شاء الله – أُفَصِّـل القول في الإحسان ؛
فهذه وقفاتٌ مجلمة ٌ لنتعرف – أولاً – على الإحسان لغةً و اصطلاحاً ، و لنقف مع بعض آيات القرآن الكريم
و أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .
لنمتع القلوب بالوقوف على أمثلة عملية تطبيقية للنبي صلى الله عليه وسلم في الإحسان .
فالإحسان كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم هو : " أَنْ تَعْبُدَ الله كأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَراكَ " ؛
فمن ثَمَّ ينقسم الحديث إلى محورين أساسيين : المحور الأول في العبادة : وسأطيل النفس جدا في العبادة ؛
فهي الغاية التي من أجلها خلق الله الخلق ، و هي الأصل الأول من الإحسان : " أَنْ تَعْبُدَ الله كأَنَّكَ تَرَاهُ " .
فسأتحدث عن العبادة لغة و اصطلاحا ، و سأتحدث عن أقسام الناس في العبادة ، و عن من نعبد ،
و عن كيفية العبادة ، و عن سبب العبادة .
ثم بعد ذلك أتكلم عن الإحسان في العبادة ذاتها ، ثم بعد ذلك – إن شاء الله – سأتكلم عن الشطر الثاني ،
أو المحور الثاني من أصول الإحسان ؛ ألا و هو : " فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَراكَ " سأتحدث فيه عن المراقبة ،
و الخشية ، و الإنابة ، و الخوف ، و المحبة ... إلى آخر مقامات الإحسان .
وسيستغرق هذا الحديث من أبواب الدين شيئاً كثيراً – كما ذكرت .
أسأل الله أن يجعل حظنا موفورا و رزقنا مباركاً ، و أن يرزقنا و إياكم الإخلاص و الإحسان ؛ إنه ولي ذلك و القادر عليه .
وأقول : لن أتمكن البتة من قطف كل ثمرات هذا البستان ؛ فمن اليسير جدَّا أن نقطف زهرة ً واحدةً من وسط صحراء مقفرة ؛
لأنها بلا ريب ستلفت نظرك ، و لكن من العسير جداَّ أن نقطف زهرة وسط حديقة غناء تضمُّ كلَّ أنواع الزهور ،
و تحوي كل أنواع العبير و الرايحين .
فبستان الإحسان بستانٌ أرى فيه الحكمة العربية القديمة التي تقول :( مَنْ أَخْصَبَ تَخَيَّر ) ، و أراها ستنقلب علينا فستكون:
( مَنْ أَخْصَبَ تَحَيَّر ) ؛ فالأزهار كثيرةٌ ، و الدروس متعددةٌ ودرجات الإحسان متنوعةٌ ‘ ومقامات الإحسان كثيرةٌ واسعة ٌ،
بِسِعَةِ الدين كما سأبيِّن الآن .
فتعالى بنا - أيها الحبيب - و أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحسنين – لنبدأ التطواف في بستان " الإحسان "،
و أشهد الله أنني أتحدث عن الإحسان لا من منطلق الشعور بالأهلية ، و إنما من منطلق الشعور بالمسئولية ،
وهذا ما تؤصِّله و تقرِّره القاعدة الأصولية : ( من عدم الماء تيمم بالتراب ) .
فوالله ما شممنا رائحة القوم ، بل نتلمَّس الخُطا ، أسأل الله أن يحشرنا و إياكم جميعاً مع المحسنين
" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " [ المائدة :13] .
و سأقف و قفة ً شاملةً دون تفصيل ، ثم بعد ذلك – إن شاء الله – أُفَصِّـل القول في الإحسان ؛
فهذه وقفاتٌ مجلمة ٌ لنتعرف – أولاً – على الإحسان لغةً و اصطلاحاً ، و لنقف مع بعض آيات القرآن الكريم
و أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .
لنمتع القلوب بالوقوف على أمثلة عملية تطبيقية للنبي صلى الله عليه وسلم في الإحسان .
فالإحسان كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم هو : " أَنْ تَعْبُدَ الله كأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَراكَ " ؛
فمن ثَمَّ ينقسم الحديث إلى محورين أساسيين : المحور الأول في العبادة : وسأطيل النفس جدا في العبادة ؛
فهي الغاية التي من أجلها خلق الله الخلق ، و هي الأصل الأول من الإحسان : " أَنْ تَعْبُدَ الله كأَنَّكَ تَرَاهُ " .
فسأتحدث عن العبادة لغة و اصطلاحا ، و سأتحدث عن أقسام الناس في العبادة ، و عن من نعبد ،
و عن كيفية العبادة ، و عن سبب العبادة .
ثم بعد ذلك أتكلم عن الإحسان في العبادة ذاتها ، ثم بعد ذلك – إن شاء الله – سأتكلم عن الشطر الثاني ،
أو المحور الثاني من أصول الإحسان ؛ ألا و هو : " فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَراكَ " سأتحدث فيه عن المراقبة ،
و الخشية ، و الإنابة ، و الخوف ، و المحبة ... إلى آخر مقامات الإحسان .
وسيستغرق هذا الحديث من أبواب الدين شيئاً كثيراً – كما ذكرت .
أسأل الله أن يجعل حظنا موفورا و رزقنا مباركاً ، و أن يرزقنا و إياكم الإخلاص و الإحسان ؛ إنه ولي ذلك و القادر عليه .
New Post- مديرة ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 24/08/2018المساهمات : 4133نقاط التميز : 6472الجنس :العمر : 24الأبراج :
رد: وَقَفَاتٌ مَعَ مَعَانِي الإِحْسَانْ - المقدمة -
بارك الله فيك على المجهود القيم
ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ- نجم ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 3052نقاط التميز : 5482الجنس :العمر : 24الأبراج :
رد: وَقَفَاتٌ مَعَ مَعَانِي الإِحْسَانْ - المقدمة -
بصراحــه رائع جدا هذا الموضوع
بصراحه انتي تمتلكي ذوق راقي في جـلب ماهو مميّز وجميل
دائما كلماتك ترتدي ثوب التميز والابداع الثقيلان
صح أحساسك ولسانك ودام توهجك
بصراحه انتي تمتلكي ذوق راقي في جـلب ماهو مميّز وجميل
دائما كلماتك ترتدي ثوب التميز والابداع الثقيلان
صح أحساسك ولسانك ودام توهجك
التوقيع
_________________
منتدى احلى تومبلايت
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى