مشكلات الاقليات المسلمة في الغرب مشكلات (الاضطهاد، التمييز، التضييق، الاستفزاز)
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
مشكلات الاقليات المسلمة في الغرب مشكلات (الاضطهاد، التمييز، التضييق، الاستفزاز)
مشكلات (الاضطهاد، التمييز، التضييق، الاستفزاز)
تطرح كثير من وجهات النظر والأراء أن ثمة ممارسات غير عادلة ضد الأقلّيات المسلمة في الغرب، وأن هذه الممارسات ليست لأنهم أقلية فقط ولكن لأنهم مسلمين، وأصحاب هذا الرأي يرون أن هذه الممارسات يمكن تلخيصها في أربع كلمات هي (اضطهاد، تمييز، تضييق، استفزاز)، ولكن قبل قبول هذا الرأي أو رفضه يحسن بنا أن نقوم بعرض ورصد عدداً من الأحداثِ والملاحظاتِ والمشاهد ِ الواقعية من مصادرِ مختلفة ومتنوعة والتي قد تعبر عن واقع هذه الممارسات بلا تحيز أو رأي مسبق، ثم نعود مرة أخرى لتحليلها.
عرض لبعض المشاهد والأحداث من خلال عدد من الاقتباسات من مصادر متنوعة والتي تعبر عن واقع المسلمين في المجتمعات الغربية
المشهـد الأول
"قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في خطاب أمام مجلسي البرلمان في فرساي قرب باريس، إن البرقع أو النقاب الذي يغطي المرأة من رأسها إلى أخمص قدميها يشكل (علامة استعباد) للمرأة، وأن ارتداءه غير مرحب به في فرنسا. وتابع لا يمكن أن نقبل في بلادنا نساء سجينات خلف سياج ومعزولات عن أي حياة اجتماعية ومحرومات من الكرامة... وأعرب عن تأييده لقيام لجنة تحقيق حول مصير الحجاب الكامل في فرنسا التي كان طالب 60 نائبا بها في خطوة أعادت مجددا الجدل حول العلمانية، الموضوع الحساس في فرنسا."[1]
المشهـد الثانـي
" أفادت النتائج النهائية في استفتاء الاحد، بأن أكثر من 57% من السويسريين يؤيدون حظر انشاء مآذن جديدة... وسيدرج حظر بناء مآذن في الدستور على أنه إجراء يرمي الى الحفاظ على السلام بين أفراد مختلف المجموعات الدينية... وتدعم المقترح جماعات مسيحية محافظة واكبر أحزاب البرلمان السويسري، حزب الشعب السويسري اليميني، ويقولون ان السماح ببناء المآذن سيؤدي الى أسلمة البلاد... وهناك حوالى 400 الف مسلم في سويسرا، أغلبهم من يوغسلافيا السابقة أو تركيا، والإسلام هو أكثر الديانات انتشارا في البلاد بعد المسيحية، لكن رغم وجود أماكن للصلاة فإن المساجد ذات المآذن قليلة جدًا ومتباعدة... وسبب الغضب أنه تم إنتقاء الإسلام دون غيره، حيث بنيت في سويسرا حديثا معابد السيخ وكنائس الأرثوذكس الصربية ويوجد بها معابد لليهود منذ أكثر من قرن. "[2]
المشهـد الثـالـث
صوتت سويسرا الدولة الاوربية المنظمة مؤخراً إلى الأمم المتحدة على قانون يقضي بمنع بناء المآذن الجديدة في المساجد الإسلامية، في نفس الفترة أعلن أحد قادة اليمين في هولندا الدعوة إلى إجراء استفتاء على قانون مماثل في هولندا !ولن نستغرب إذا ماتكرر الأمر في أكثر من بلد أوربي طالما أن هذا القانون تم له النجاح من أول محاولة وبدون أي معارضه دولية تذكر خصوصًا من الدول الإسلامية أو منظمة المؤتمر الإسلامي، وقد "صرح عدد من الصحفيين الإسلاميّين أن ما جرى في(سويسرا) يشكل في الواقع فاتحة لحملة جديدة مكثفة لتقنين مطاردة الإسلام في ديار الغرب، والتضييق على المسلمين وإرغامهم قانونيًّا على الخروج منها"[3]، ومن المهم أن ننتبه إلى أن "الأمرُ لا يتوقّف على الحظر على بناء المآذن والمساجد في أوربّا، وإنّما التحضير الآن على قدم وساق لاتخاذ خطوات ضدّ الحجاب والشعائر الإسلامية الأخرى؛ لأنّ جميع الإجراءات المتشدّدة ضد الإسلام والمسلمين في العالم اليوم تتمّ عن طريق اللّوبي الصهيونيّ الذي يقف خلفَ كلّ منها بشكل أو بآخر."[4]
المشهـد الرابـع
" القرارات التي اتخذتها بعض الحكومات في سبيل منع فضائيات عربية وإسلامية أن تباشر بثها الفضائي في أوروبا لأنها تنشر - على حد زعم تلك الحكومات- الكذب والبهتان على القيم الحضارية الغربية، أو الملاحقة التي تعرّضت لها قناة الجزيرة الموصومة بتشجيع الإرهاب لبثها خطابات الزعماء الإسلاميين المتطرفين (المجرمين) أو لتقديم أخبار معينة عن تجاوزات القوات المحتلة في أفغانستان والعراق،."[5]
المشهـد الخـامس
"مراقبة المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية في الغرب، حيث تم تضييق الخناق على العمل الثقافي والديني من خلال مراقبة تحركات المسلمين وأئمة المساجد وأبناء الجاليات النشطاء دعوياً وثقافياً وكذا أصحاب الكفاءات العلمية."[6]
المشهـد السادس
فيلم (فتنة) و"هو فيلم من إنتاج السياسي الهولندي خيرت فيلدرز قائد حزب من أجل الحرية يبحث فيه عن علاقة أو تأثير الإسلام والقرآن على الإرهاب. تم اصدار فيلم فتنة إلى الإنترنت بتاريخ 27 آذار 2008م"[7]" "والذي بثه موقع "(لايفليك كوم(البريطاني على الشبكة العنكبوتية"[8]حيث حاول فيه "استثارة مشاعر الغرب ضد المسلمين وكسب أصوات ابناء شعبه من أجل إعادة انتخابه في البرلمان الهولندي من جديد" [9] و على الرغم من أن هذا الفيلم قد ووجه بموجة عارمة الغضب إلا أن السياسي الهولندي المتطرف (غيرت ويلدرز) مصمم على إصدار جزء ثان من هذا الفيلم، يلقي فيه الضوء على ما يدعي بأنه تبعات أسلمة الغرب".[10]
المشهـد السابع
"العناصر الغربية الأكثر امتعاضًا من احتجاجات الشارع في الدول الإسلامية تبادر إلى الغلو والتعدي السافر على الدين الإسلامي لمجرد أنهم مقتنعون بأن هناك صراعًا مديدًا بين الحضارة المسيحية المتطورة المتسامحة والحضارة الإسلامية الكظيمة المتحجرة! أو)الكيان الإسلامي) كما يفضلون تسميتها لأنهم يحجمون عن عدها حضارة!"[11]
المشهـد الثامن
"بعض الدول الأوروبية سنت قوانين تمنع منعًا باتا التطرق - بصورة منبوذة- إلى مواضيع حساسة كالمحارق النازية مع أن الأخيرة مسألة تاريخية تحولت بحكم المصالح السياسية والأيديولوجية إلى حرام ممنوع الاقتراب منه."[12]، في نفس الوقت نجد التعرض للأمور والرموز الحساسة في الإسلام أمرًا مباحًا بلا قيد أو شرط تحت دعوى حرية التعبير، وتتضح الصورة أكثر بعقد مقارنة بين موقفين للجريدة الدنماريكة صاحبة مبادرة الرسوم المسيئة، الموقف الأول نشر الرسوم التي تسئ لنبي الإسلام، والثاني وهو المفارقة أنها نفس الجريدة التي"رفضت سابقًا نشر رسوم تتطاول على المسيح رسول الدين المسيحي "[13]
المشهـد التاسع
"العديد من المسلمين واجهوا تمييزا في العمل منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر، وتم حفظ الملفات التي قدمت لـ (لجنة تكافؤ فرص العمل) وهي لجنة حكومية أمريكية معنية بمكافحة التمييز في أماكن العمل.. وأكدت تقديرات (لجنة تكافؤ فرص العمل) أن المسلمين والعرب واجهوا زيادة حادة في التمييز في أماكن العمل خلال السنوات الأخيرة، ويتجاهل معظم المسلمين حالات التمييز ولا يبلغون عنها ولا يتقدمون بدعوى، ذلك انه ليس من السهل إثبات أنه تم رفض عمل المسلم لكونه مسلما أو عربيا."[14]
المشهـد العاشر
تقرير بريطاني يطالب بإغلاق قناة (الإسلام) السلفية في لندن حيث " تناولت الصحافة البريطانية باهتمام التقرير الذى صدر عن (مؤسسة كوليام البحثية لمكافحة التطرف الدينى) والذى يتهم قناة (الإسلام) بالترويج لقيم التعصب وتبنى مواقف رجعية ضد المرأة... ولقد ذكر التقرير أن القناة تعتبر من أكثر القنوات الإسلاميةمشاهدة فى بريطانيا"[15]
المشهـد الحادي عشر
حول تداعيات أحداث سبتمبر على واقع المسلمين في الغرب والمضايقات التي تعرض لها المسلمين، يقول الدكتور (أحمد جاب الله) أن ثمة مضايقات تمثلت في" إساءات لفظية، في رسائل تهديد وصلت إلى أفراد ومؤسسات إسلامية، في كتابات مناهضة على جدران المؤسسات الإسلاميةإلى غير ذلك، ثم تمثلت بعد ذلك في وضع بعض السياسات وبعض القوانين المتعلقة بمسألة الإرهاب، والتي كان من ورائها نوع من التضييق خاصة على بعض المؤسسات الخيرية... الإسهام المالي، ولكن حتى هذا الإسهام بعد الحادي عشر من سبتمبر طبعاً أصبح عليه تضييق شديد، وتقريباً انقطع هذا الدعم سواءً من المؤسسات الشعبية أو الرسمية، "[16]
المشهـد الثاني عشر
في يوليو 2009 م "تقدمت الجمعية الإسلامية الأمريكية بمشروع إلى إدارة المنشآت والمباني في المدينة لبناء مسجد من أربعة طوابق ومئذنة في وسط بروكلين، التي تعتبر إحدى المدن الرئيسية في ولاية نيويورك، لكنه قوبل بالرفض من قبل مخططي المدينة في الإدارة، باعتبار أن تصميم المسجد يخالف أنظمة البناء في بروكلين."[17]
المشهـد الثالث عشر
أظهر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه اليوم الأربعاء فى ألمانيا أن غالبية المواطنين الألمان يؤيدون فرض المزيد من القيود على المسلمين فى حرية ممارستهم لشعائرهم الدينية الإسلاميّة، وأظهر الاستطلاع الذي شمل عينة ضمت 2400 ألماني من كافة الأعمار السنية بأن 58% من الألمان يؤيدون فرض مزيد من القيود المشددة على حرية العبادة للمسلمين في ألمانيا، فيما تزايدت النسبة المؤيدة لذلك بين المواطنين الألمان فى ألمانيا الشرقية، وبلغت 75.7%
المشهـد الرابع عشر
رغم أن المسلمين استطاعوا أن يحصلوا على بعض الأحكام التي تمنع الحكومة الفرنسية أو مدراء المدارس من منع الفتيات المسلمات من الدخول إلى المدارس بالحجاب إلا أن الرفض لازال قائماً حيث يقول (الحاج التهامي إبريس)[18]أن"المسألة ليس بيننا وبين الحكومة الفرنسية المسألة بيننا وبين المؤسسات التعليمية... لأن قرار المحاكم عموماً في أغلبه كان لصالح الفتيات المسلمات، ولكن الرفض والتعنت كان من جهة المؤسسات التعليمية وبعضها، لأن بعضها رضخ وطبق القانون ونحن لازلنا يعني في استمرار اعتماد مبدأ الحوار والنقاش والتفاهم"[19]
المشهـد الخامس عشر
يقول الدكتور (الغضبان) أن "التضييق على المسلمين بالغرب زاد بصورة واضحة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث منعت عنهم الحكومات هناك تقديم المساعدات المالية، وأغلقت الكثير من مؤسساتهم التي كانت تدعم هذه القضايا، وأصبحت ملاحقة القائمين بجمع التبرعات المالية من الأنشطة الأساسية التي يقوم بها الأمن الأوربي عموما، باعتبارها عملا من أعمال تأييد الإرهاب، " [20]
المشهـد السادس عشر
يقول الدكتور (نهاد عوض)[21]"هناك صورة متكاملة عن مجموع الشكاوى والأحداث التي تعرض لها المسلمين، وهذا يتراوح بين أحداث العنف وهي الأقل والحمد لله، التمييز العنصري في أماكن العمل، المضايقات في المطارات، والاعتقالات، وطبعاً الاعتداءات اللفظية، تقريباً هذه كما ذُكرت بالترتيب وصل عددها إلى حوالي 2200 حالة، وهي تعتبر رقم قياسي بالنسبة للمسلمين أو أي أقلية."[22]
المشهـد السابع عشر
" في قلب أوروبا، وتحديدا في البوسنة، والسنجق، لا يزال المسلمون يضطهدون، ويمنع بناء مساجد جديدة في بلغراد، التي كان بها 250 مسجدًا لم يبق منها سوى مسجد واحد، وفي عاصمة اليونان أثينا لا يوجد ونحن في القرن 21 أي مسجد."[23]
المشهـد الثامن عشر
سياسة معظم الشركات والمؤسسات في أوروبا عمومًا بعدم توظيف المحجبات, وإن كانت هذه السياسة غير معلنة, يقول الأستاذ (رجب البنا) "وقالت لي سيدة مسلمة تحمل جنسية دولة أوروبية أنها تحرص علي إخفاء مايدل علي أنها مسلمة فهي مثلاً لا تستطيع أن تقرأ القرآن في المترو أو في القطار بينما تجد اليهودي يقرأ التوراة والتلمود في كل مكان دون حرج."[24]
المشهـد التاسع عشر
يقول رجب البنا "في سويسرا وفي معظم دول اوروبا وفي الولايات المتحدة لابد أن ترجع سلطات الحي إلي السكان قبل اصدار ترخيص بانشاء مبني جديد أو تعديل أو حتي تغيير لون بناء قائم ويتم الرفض أو الموافقة بناء علي ما يسفر عنه استطلاع الرأي, ومايحدث أن السكان لا يعترضون أبدًا علي إنشاء معبد لليهود أو للسيخ أو للهندوس أو للبوذيين بينما تعترض الغالبية علي الإذن ببناء مسجد أو مئذنة مسجد للمسلمين.. ويعترض السويسريون علي انشاء مقابر المسلمين وهي مختلفة عن مقابرهم ويعترضون أيضًا علي طريقة المسلمين في دفن موتاهم."[25]
المشهـد العشرون
"في بداية أغسطس 2010 م أعلن متطرفون في الولايات المتحدة، أنهم يعتزمون إطلاق الكلاب على المسلمين، في صلاة الجمعة. وقد حذر المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلاميةالأمريكية (كير) نهاد عوض، في منتصف سبتمبر 2010 م من تنامي حالة العداء والاضطهاد ضد المسلمين في الولايات المتحدة، حيث تلقى المجلس، أكثر من 17 ألف شكوى لمسلمين تعرضوا لمضايقات في أعمالهم بسبب أنهم مسلمون."[26]
المشهـد الحادي والعشرون
نفذت الأجهزة الأمنية الألمانية حملات واسعة ضد عدد من الإسلاميين هناك، وقد أوضح متحدث باسم الشرطة الألمانية في مدينة ميونخ أنَّ المئات من رجال الشرطة داهموا نحو 30 شقة بالإضافة للعديد من مقار الشركات التي يديرها أو يملكها مسلمون، وأيضًا شملت الحملة العديد من المساجد في ست ولايات ألمانية، وأشار المتحدث أن حملة مماثلة جرت في بلجيكا.
المشهـد الثاني والعشرون
عمليات التطهير العرقي التي تمت في البوسنة والهرسك ولا زالت، على سبيل المثال مذبحة سربرينيتسا والتي تعد من أسوأ المذابح التي شهدتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، "فبين الحادي عشر إلى التاسع عشر من يوليو عام 1995 ذُبح على يد الصرب أكثر من عشرة آلاف مسلم دون أن يتحرك أحد لنجدتهم، لاسيما جنود الأمم المتحدة الذين كانوا على أبواب المدينة وثبت أنهم كانوا على دراية بما يدور فيها. غير أن المحزن في الأمر كما تقول معظم التقارير هو أن المجرمين الذين ارتكبوا المجزرة لا زالوا طلقاء حتى الآن في عالم يتحدث عن حقوق الإنسان وكرامته. والأكثر حزنًا أن اتفاقية دايتون التي جاءت في أعقاب الكشف عن مجزرة سربرينيتسا منحت الجناة ما يقرب من نصف الجمهورية بينما خسر المسلمين في السياسة كما خسروا في الحرب. "[27]
المشهـد الثالث والعشرون
" دعا القس الأمريكي (تيري جونز) المشرف على كنيسة(دوف التنصيرية) إلى تنظيم حملة لإحراق القرآن، في الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر.وهو ما قامت به مجموعات نصرانية متطرفة بتمزيق صفحات من القرآن الكريم أمام البيت الأبيض، بدعم مما يوصف بحزب (الشاي) في الولايات المتحدة وهو أحد أذرع الحزب الجمهوري الأمريكي"[28]
المشهـد الرابع والعشرون
لعل من الهجمات التي تتعرض لها الأقلّيات هناك الخبر التالي"يذكر أن عددًا من المساجد، بالإضافة إلى مركز ثقافي إسلامي، تعرض للعديد من الهجمات في العاصمة الألمانية خلال العام الماضي. وقد تعرض مسجد (زيهتليك (وحده - أكبر مسجد في برلين- للهجوم أربع مرات."[29]
المشهـد الخامس والعشرون
حول موقف المتعصبين من مديري المدارس في فرنسا يحدثنا الدكتور (يوسف القرضاوي) في إحدى خطبه فيقول "جُن جنون هؤلاء...وحاولوا منع الطالبات المسلمات، وأرادوا أن يفرضوا عليهن أن يتخلين عن الحجاب، ولماذا؟، لأن الحجاب رمز ديني، ونحن لانسمح بالرموز الدينية، ولا نريد هذه الرموز الدينية المعبرة عن شخصيات دينية مختلفة!!"[30]
تحليل الأحداث والمشاهد وطرح أهم الإستنتاجات
من خلال هذه المشاهد والاقتباسات التي عرضناها يمكننا أن نستخلص عددًا من الملاحظات والاستنتاجات كما يلي:
الملاحظة الأولى
تتنوع الممارسات غير العادلة ضد الأقليات المسلمة في الغرب مابين ممارسات إعلامية، ممارسات حياتية في التضييق عليهم في العمل، ممارسات دينية تتعلق بالتضييق عليهم في ممارسة شعائرهم وفقًا للحرية التي تكفلها القوانين الغربية، هذا كله فضلاً عن الممارسة التي تتعلق بنظرة كثير من أفراد المجتمع الغربي لهذه الأقليات وإعتبارهم أقل شأنا أو كيان غير مرغوب في وجوده على الأراضي الغربية.
الملاحظة الثانية
منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 م، يتعرض الإسلام والمسلمون في الغرب وفي أوروبا بالذات لحملات من التعبئة الجماعية المشحونة بالكراهية والتخويف والتشويه والازدراء والاحتقار، ولقد تنامت هذه الحملات حتى بلغت ذروتها في نوفمبر 2009م عقب إجراء استفتاء حظر المآذن فى سويسرا.
الملاحظة الثالثة
بعض هذه الممارسات والتي قامت بها جهات رسمية أو إعلامية تتم بدهاء شديد، حيث تعمل على تلبيس هذه الممارسات الغير عادلة ثوب الشرعية والقانونية (استفتاء المآذن في سويسرا نموذجًا)، وهو ما قد يعبر عن قوة النفوذ، وشدة المكر والتخطيط، فضلاً عن أنه يعبر عن ضعف الأقليات المسلمة في تنظيم صفوفها للحصول على حقوقها القانونية.
الملاحظة الرابعة
ظاهرة (التضييق على المسلمين) تشبه الحمى، فبمجرد ظهور قرار فيه تضييق على المسلمين او الإساءة لهم حتى ينتشر في بقية الدويلات الغربية إسوة بالدولة البادئة، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على تفشي هذه الظاهرة وتمددها، فضلاً عن ضعف العالم الإسلامي شعبا ومنظمات في اتخاذ مواقف وقرارات حاسمة تجاه ما يحدث.
الملاحظة الخامسة
هذه الحكومات الغربية مستعدة لتعددية الآراء ما دامت الآراء تتفق بشكل أو آخر مع منظورها الخاص للواقع، لذلك يرى البعض أن ثمةازدواجية في المعايير بشأن (تحديد الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها في مجال التعبير)، فلا مانع من أن يبدى المسلم رأيه ولكن بشرط ألا يتعدى ذلك الرأي الخطوط الحمراء التي قد تعارض رؤية وتوجهات هذه الحكومات.
الملاحظة السادسة
على الرغم من المعارضة الإسلامية تجاه الممارسات غير العادلة ضد الأقليات المسلمة، هذه المعارضة التي قد تتسع أوتضيق، وقد يعلو صوتها أحيانا وقد ينخفض أحيانا أخرى، إلا أننا نجد من الطرف الآخر الغربي إصرارا غريبا على الاستمرار في القيام بهذه الممارسات الغير عادلة وكمثال على ذلك تصريحات وزير الداخلية الألماني التي طالب من خلالها الصحافة الأوروبية كلها، بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من شخص الرسول الكريم، والتي فيها إساءة كبيرة لأكبر الأقليات في المجتمع الألماني الذي يحتل فيه المسلمون المرتبة الثانية من حيث التعداد السكاني.
الملاحظة السابعة
المؤسسات الإسلامية تصارع على عدة جبهات للدفاع عن وجودها وسط حصار يكاد يكون مطبقا، ولا ينفي ذلك وجود قوى عاقلة في الغرب تنطلق من أن الإسلام أمر واقع ومكون من مكونات الحقيقة الغربية، وهذه القوى العاقلة هي التي لا تزال غالبًا تمسك بمقود القيادة السياسية ولكنها تتلقى ضغوطا هائلة وبالخصوص من قبل القوى اليمينية والصهيونية وما تمتلكه من قنوات إعلامية نافذة وتهدد بالوصول إلى الحكم لتنفيذ برامجها.. ولا يؤمن وصولها.
الملاحظة الثامنة
هناك محاولات للتضييق على الدور الحيوي الذي تقوم به الجمعيات الإسلامية في الغرب وذلك بمنع الدعم الذي يقدمه المسلمون لهذه الجمعيات بطرق شتى منها بحجة أن المسلمين يقومون بعمليات غسيل أموال من خلال دعم هذه الجمعيات.
الملاحظة التاسعة
الأقليات المسلمة ليس لديها القدرة الكافية على صد الهجمات الإعلامية أو التمييز ضدهم، وقد يرجع ذلك لتفرقهم أو انشغالهم من جانب، وفقدان المعين والسند (العالم الإسلامي) من جانب أخر.
الملاحظة العاشرة
إن المنظمات والجمعيات الإسلامية هناك قد تجد مشاركة وتفهم من بعض فئات وشرائح المجتمعات الغربية لكنها غالباً لا تجد أبواباً مفتوحة ولا صدور واسعة ولا أذنٍ واعية من الدوائر الرسمية وذلك قد يكون جهلاً منها أحياناً أو قد يكون تعنتاً أحياناً أخرى، ومما زاد الأمر سوءً تبني هذه الدوائر مفهوم (صراع الحضارات) ونقله من فضاء التنظير إلى أرض الواقع مما قدم تبريراً مناسبا لهذه التعنتات لدى هذه الدوائر.
الملاحظة الحادية عشر
"تتباين المشكلات التي يعاني منها المسلمون من بلد إلى آخر من بلدان أوروبا.. وذلك لاختلاف الوسط السياسي والاجتماعي والثقافي للمجتمع المحيط.. ونستطيع أن نفهم هذا بمقارنة بسيطة بين فرنسا وأسبانيا على سبيل المثال.. ففرنسا في العصر الحديث دولة استعمارية عتيدة.. تتمتع بحركة فكرية نشطة.. وتحتفظ بعلاقات وثيقة وعميقة مع الدول التي كانت خاضعة لسيطرتها.. كما أن صلة كثير من أبناء المسلمين بفرنسا متينة.. فهناك طائفة يتكلمون ويفكرون ويكتبون باللغة الفرنسية.. فإذا أضفنا إلى هذا حرص فرنسا القويّ على دمج = تذويب الأجيال الجديدة في تركيبة المجتمع الفرنسي، ولأن العلمانية الفرنسية تختلف عن علمانية معظم الدول الأوروبية. أما أسبانيا.. فإنها تختلف عن فرنسا من حيث نظرتها إلى نفسها ونظرتها إلى الآخرين.. كما أن المسلمين في أسبانيا لا يشكلون رقماً يقلق بقوة جهات القرار الرافضة للوجود الإسلامي "[31]
الملاحظة الثانية عشر
طريقةتعاملنا كأمة اسلامية مع مثل هذه المسائلوتساهلناتجاه الممارسات غير المشروعه التي تتم ضدنا كمسلمين تساهم في إغراء الآخرين بالاعتداء على حقوقنا ومصادرتها وعدم الاعتراف بها حتى لو كانت هذه الحقوق مقرره ومكفوله في جميع العهود والمواثيق والاتفاقيات الدوليه
الملاحظة الثالثة عشر
"إن الحكومات الغربية لا تمارس التضييق على المسلمين في الغرب فحسب, وإنما تفرض نفوذها أيضًا داخل الدول العربية والإسلامية بالضغط على حكوماتها لاتباع سياسات مشابهة أو تابعة, وتعد الولايات المتحدة على رأس الدول الغربية التي تمارس التمييز والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين, ويقوم بذلك الأفراد والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني."[32]
الملاحظة الرابعة عشر
- قد لا تتمكن الأقليات من نيل وممارسة حرياتهم إلا بعد أن تحرتم هذه الحريات في العالم الإسلامي فلا يعقل أن نطالب سويسرا مثلاً بإحترام حريات المسلمين هناك، في نفس الوقت الذي تنتهك هذه الحريات في بعض بلدان العالم الإسلامي، وإلا كان تناقضًا مضحكًا.
المبحث الثالث: أسباب الممارسات الغربية
غير العادلة تجاه المسلمين في الغرب
والآن وبعد أن قام الباحث بتحليل المشاهد والصور المقتبسة من مصادر متنوعة، وبعد أن تم عرض أهم الإستنتاجات التي توصل إليها، سيحاول أن يتعرض لتحليل أسباب هذه الممارسات الغربية.
الأسباب:
1- يعتقد البعض أنه نظراً لتزايد الوجود والحضور الإسلامي في المجتمعات الغربية، بدأت بعض التيارات والتوجهات المعادية لهذا التواجد الإسلامي إتخاذ منحي تضيقي وتمييزي ضد المسلمين للحد من حضورهم، فضلاً عن محاولات أخرى لإستفزازهم ربما تمهدياً لطردهم من المجتمعات الغربية أوربما تذويبهم وطمس هويتهم داخلها.
2- عدد من هذه الممارسات قام به أشخاص نتيجة جهلهم بالإسلام فضلاً عن الصور المغلوطة التي إلصقت به من جراء التضليل الإعلامي الذي مورس ضد الإسلام، وعددًا أخر من هذه الممارسات قام به أشخاص لتحقيق أغراض شخصية أوسياسية [33]، ولكن الواقع يؤكد أن هناك عدداً أخر من هذه الممارسات قامت بها جهات على علم بحقيقة الإسلام، ولكنه تعارض المصالح، حيث رأت في الوجود الإسلامي عامة والأقليات خاصة خصم مستقبلي يهدد مصالحه المستقبلية فبادرت بمهاجمته والتضييق عليه قبل أن يستفحل خطره[34].
3- أحد أهم الأسباب هي نظريات الاصطدام والقطيعة بين الحضارات التي ظهرت في الآونة الأخيرة، والتي تهدف إلى تحويل الإسلام إلى عدو العصر الحديث.
4- هناك"في برلمانات الغرب عمومًا أعضاء من أحزاب يمينية يثيرون المخاوف من الأخطار المحتملة نتيجة لتزايد الهجرة من العالم الاسلامي, ويتحدثون عن الأزمة التي تعيش فيها دول أوروبا بسبب تناقص المواليد ونتيجة لهذه الظاهرة فإن دول الغرب مضطرة إلي الاستعانة بالأجانب والسماح بالهجرة اليها لتوفير الأيدي العاملة الرخيصة, والبعض يحذر من أن استمرار هذه الحالة يمكن أن يؤدي إلي أن يصبح المسلمون هم الأغلبية وتصبح بعض دول أوروبا دولاً مسلمة"[35]
5- إستغلال بعض السياسيين ظاهرة الخوف من الإسلام للتلاعب بعواطف ومشاعر وعقول أبناء مجتمعاتهم، في محاول لكسب أصواتهم في إنتخابات برلمانية أو رئاسية.[36]
6- أحد هذه الأسباب الهامة هي نظرة العداء المتفشية تجاه كل ما هو إسلامي داخل المجتمعات الغربية، فعلى سبيل المثال يقول الرئيس الأمريكي السابق (ريتشارد نيكسون) "إن الكثيرين من الأمريكيين قد أصبحوا ينظرون إلى كل المسلمين كأعداء.. ويتصور كثير من الأمريكيين أن المسلمين هم شعوب غير متحضرة، ودمويون، وغير منطقيين."[37]، وبناء على هذه النظرة العدائية المتفشية لا تجد الأحزاب اليمينية المتطرفة صعوبة كبيرة في حشد هذه الجماهير ضد كل ما هو إسلامي.
7- ومن هذه الأسباب أيضًا، الزهو الغربي فالإنسان الغربي "مزهو بنفسه، ينظر إليها بإستعلاء، وإلى غيره بإزدراء، وسر ذلك أن الغرب قد ورث الحضارة الرومانية، التي تقسم الناس كل الناس إلى صنفين: رومان و برابرة، والرومان هم السادة، والآخرون هم العبيد ! "[38]، فما زال الرجل الغربي على مذهب (ارنست رينان) الذي كان يرى "أن الأوربي خُلق للقيادة، كما خُلق الصيني للعمل في ورشة العبيد وكل ميسر لما خُلق له"[39]، فإذا كان الآخرون هم العبيد فأي حق لهم من وجهة الإنسان الغربي؟!
8- الخوف من الهجرات والتزايد السكاني للمسلمين في نفس الوقت الذي تتراجع فيه أعداد الموالدين بالمجتمعات الغربية، يقول صاحب كتاب (موت الغرب): "فنخبهم الحاكمة أكثر تنبها، وأكثر توجسا ,أصعب عريكة بشأن المخاطر الاجتماعية للهجرة الكبيرة... ولكن هذه الأمم نفسها ونخبهم الحاكمة متأخرون، بل ومتأخرون جدًا على الصحوة على الخطر السكاني الذي يتمثل بالسكان الذين يموتون."[40]
9- وأخيرًا نقول أن هوان الأقليات المسلمة في الغرب على الحكومات الغربية هو جزء من هوان المسلمين في العالم الإسلامي على الحكومات العربية والتي كانت سداً منيعًا ضد التوجهات الإسلامية بمختلف أنواعها، فإن كانت أنظمتنا وحكوماتنا تفعل هذا، فبأي وجه تستطيع هذه الحكومات المتأسلمة أن تطالب الحكومات الغربية إعطاء مسلمي الغرب حقوقهم؟، في نفس الوقت الذي تهدر هذه الحقوق على أراضيها؟!
الأفكار والحلول المقترحة لمواجهة هذه المشكلة
الاقتراح الأول
عقد عدد من المؤتمرات والندوات تتنوع وتتفاوت في حجمها ونوعية المشاركين فيها حول (ظاهرة التمييز ضد المسلمين والإسلام) ثم الخروج منها باقتراحات وتوصيات متبوعة بخطة عمل، وهناك عدد من الأفكار لدى الباحث يود أن يطرحها لتفعيل وإذكاء هذا المقترح والتي منها:
أ- مشاركة فئات تمثل الأقليات المسلمة في الغرب في هذه المؤتمرات وذلك للتعرف عن قرب عن قرب على مشاكلهم.
ب- وضع جدول زمني لتنفيذ التوصيات التي توصلت لها هذه الاجتماعات.
ج- وضع آليات واضحة ومحددة لتنفيذ هذه التوصيات.
كما أن هناك عدد من المحاور المُقترح مناقشتها في هذه الندوات مثل:
1- كيف يمكن تجهيز مجتمعات متعددة الثقافات في أوروبا.
2- خطورة (سياسات الاستيعاب).
3- كيف يمكن إلغاء القوانين التي تعتمد على ثقافة واحدة على حساب الأقلية أو السكان الأجانب.
4- سبل دعم التحاور مع الآخر.
5- سبل دعم تقبل الثقافة الإسلامية فكرًا وممارسة في المجتمعات الغربية.
6- نظرة المجتمعات الأوروبية للمسلمين المهاجرين.
7- كيفية الاندماج فى المجتمع الغربى دون الذوبان فيه.
8- كيفية جعل المسلمين فى هذه البلاد جسورا للتواصل والتنمية بين المجتمعات الإسلامية والغربية.
9- دور المسلم المقيم فى الغرب من شرح لحقائق الإسلام وإزالة المفاهيم الخاطئة عنه.
10- معرفة احتياجات المسلمين فى الغرب ومدى إمكانية مساعدتهم من قبل الدول العربية و الإسلاميّة.
11- الآثار السلبية لإزكاء روح الكراهية والعداء ضد المسلمين.
الاقتراح الثاني
استعمال جميع الوسائل المتاحة والمشروعة للتعبير عن الموقف الإسلامي من التضييق على مسلمي الغرب، ومن هذه الوسائل (الاعتصامات الصامتة، التظاهرات السلمية, وضع الملصقات والاعلانات في الشوارع ووسائل الاعلام، إقامة المعارض والندوات والمحاضرات, توزيع البيانات والكتيبات, تنظيم الحوارات مع أهل الحكمة والتعقل والإنصاف من الغربيين)، كل ذلك بهدف التعريف بالإسلام ورسالته ودوره الحضاري عبر التاريخ.
الإقتراح الثالث
تشجيع المبادرات الغربية الداعمة لموقف الأقليات المسلمة هناك مثل:
1- " في بداية شهر ديسمبر الماضي، وتحديدا في 3 ديسمبر 2010م، دعا منسق الاتحاد الأوروبي، المسؤول عن مكافحة الإرهاب، (غيل دي كيرشوف)، إلى مكافحة التمييز الاجتماعي ضد المسلمين في أوروبا، وذلك في ختام اجتماع وزراء الداخلية والعدل في الدول الأعضاء بالاتحاد الاوروبي"[41]
2- الدعوة التي وجهها المجلس الأوروبي إلى مكافحة ظاهرة كره الأجانب ومعاداة المسلمين في أوروبا حيث قامت"لجنة الحكماء التي وجهت انتقادات حادة إلى الحكومات الأوروبية خلال تقرير أعدته تحت عنوان) إدماج الفروق والحريات(فيما يتعلق بمكافحة التمييز ومعاداة الأجانب في أوروبا، ولفت التقرير الذي أعدته اللجنة التي تم تشكيلها بغية العثور على حلول بناءة لمعالجة ظاهرة التعصب والإقصاء والتمييز إلى أن (الحكومات الأوروبية ما تزال عاجزة عن تحديد إرادة سياسية مشتركة فيما يتعلق بهذا الأمر)"[42]
الاقتراح الرابع
- استغلال الأحداث وتوظيفها، بدلاً من البكاء على اللبن المسكوب والدخول مع الآخر في معارك لفظية، حيث يمكن توظيف الحدث لصالح المسلمين، باتخاذ ردات فعل منظمة وحضارية، وذلك من خلال إعلام إسلامي موازي للإعلام الغربي وخلق رأي عام مضاد وتوضيح أبعاد قضايا المسلمين هناك بشكل حضاري يفهمه الغرب، والدعوة للحوار العلني ومناقشة الاراء الأخرى بهدوء بعيدًا عن التعصب والتشنج، ولعلنا هنا نسوق عدة شواهد من الواقع المعاصر لردود فعل حضارية ومتوازنة من الطرف الإسلامي أثمرت عن نتائج إيجابية مثل:
1- رد فعل المسلمين في هولندا إثر بث فيلم فتنة على الإنترنت، حيث أن "المسلمين في هولندا نجحوا في التعبير عن أنفسهم بطريقة حضارية جعلت مسؤولين كبارا في الحكومة تتضامن معهم."[43]
2- " ورشة عمل حوارية عقدها شباب مسلمون في هولندا شاهدوا خلالها الفيلم وقاموا بمناقشته"[44]مما ترتب عليه إشهار بعض الهولنديين إسلامهم.
3- "ومن المحاولات التي تذكر في هذا الصدد الفيلم الذي عرضته الرابطة العربية الأوروبية في هولندا على موقع(يوتيوب) الشهير والذي جاء تحت عنوان (المفتنون)، و تظهر فيه المواقف العنصرية للنائب المتطرف تجاه المسلمين والمهاجرين. كما يعرض الفيلم لعلاقة (فيلدرز) الوثيقة بالعدو الصهيوني."[45]
الإقتراح الخامس
الثغرات في القوانين الغربية
- يقول الدكتور (الغضبان) أن " القوانين الغربية مملوءة بالمنافذ والثغرات التي لو درسناها جيداً وأتقنّاها، لأمكن لنا أن نستفيد منها في تحسين أحوالنا."[46]يقصد أحوال الأقليات المسلمة في الغرب، ويعتقد الباحث أن هذه فكرة جيدة بتوظيف ثغرات القوانين الغربية لتحسين أوضاع المسلمين بالغرب.
الإقتراح السادس
دور العالم الإسلامي
المفترض أن لا يستقبل (العالم الإسلامي) مثل هذه الممارسات الجائرة تجاه إخواننا المسلمين بالغرب بهذا الصمت المطبق، فإذا كانت أوربا تقيم الدنياء ولا تقعدها علىمجردالتشكيك في ما يسمى بالهلكوست وتعتبر ذلك جريمة عنصرية، فلماذا لا يكون العالم الإسلامي أكثر غيرة على أبنائه المقيمين في الغرب، ويقترح الباحث عدة أدوار يمكن للعالم الإسلامي (شعوبًا ومنظمات) القيام بها مثل:
1- تكاتف المؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي، وفي مقدمتها الأزهر ورابطة العالم الإسلامي، وسائر المجامع البحثية والعلمية في العالم الإسلامي، وذلك بحشد الرأي العالمي الإسلامي تجاه هذه القضايا، وتبصير الشعوب بدورها المنوط بها تجاه إخوانهم في المجتمعات الأخرى وخاصة الغربية.
2-ضغط الحكومات الإسلامية على أهل السياسة والاعلام والاقتصاد في الغرب باتخاذ المواقف الموضوعية والعادلة تجاه الإسلام والمسلمين، وذلك باتباع سياسة العصا والجزرة معهم، فمصالحم الاقتصادية في البلدان الإسلامية تقدر بآلاف المليارات من الدولارات, والدماء التي تجري في شرايين حضارتهم تنبع من تحت رمال صحراء الدول الإسلاميّة.
3- إعداد شخصيات مؤهلة من كوادر من علماء ودعاة وباحثين وإعلاميين و... للحوار مع الغرب تتوفر فيها الشروط المطلوبة للحوار.
4- تنظيم مؤتمر سنوى في موسم الحج، يحضره ممثلين عن الأقلّيات المسلمة لمناقشة مختلف القضايا وطرح حلول لها.
5- المقاطعة:
إذا إستنفذت المحاولات الحوارية وطرق التعبير الحضارية المنظمة ولم تؤتي ثمارها، يمكن تبني فكرة الحوار الصامت (المقاطعة)، ذلك السلاح الفعال، وذلك من جانب العالم الإسلامي كله ردًا على المظالم التي تتعرض لها الأقلّيات المسلمة، وهذه المقاطعة لا ينبغي أن تقتصر على الناحية الاقتصادية، بل ينبغي ان تطال كل ما يرتبط بالبلد الذي تصدر الإساءة عنه، كذلك يجب إستخدام جميع الوسائل المتاحة لتعميم الفكرة ونشرها لضمان نجاحها، ولن تتحق فكرة المقاطعة بشكل فعال إلا إذا وحد المسلمون "إمكانيتهم وحاجاتهم حتى يحققوا في أسرع ما يمكن شروط الإكتفاء الذاتي (Lantarcie) أي الحلقة الإقتصادية التي تستطيع الانغلاق على نفسها، إذا ما اقتضت الضرورات الداخلية والخارجية ذلك."[47]
[1]خبر بعنوان "ساركوزي: النقاب غير مرحب به في فرنسا"، جريدة الشرق الأوسط، العدد 11165، الثلاثـاء 01 رجـب 1430 هـ 23 يونيو 2009
[2] خبر منقول عن موقع "أخبار مصر"، على الرابط التالي
http: http://www.egynews.net/wps/portal/print?params=80359
[3] من كلمة محرر مجلة "مجلة الداعي الشهرية "، الصادرة عن دار العلوم ديوبند، ، العدد 1-2، السنة 34، بتاريخ "محرم- صفر1431هـ = ديسمبر2009م
[4]من كلمة محرر مجلة "مجلة الداعي الشهرية "، مرجع سابق
[5]مقال بعنوان: "نفاق الغرب رياء العرب"، سبق ذكره
[6]د. حسن عزوزي، مقال بعنوان: "متغيرات وتحديات أمام الواقع الثقافي للمسلمين في الغرب"، مجلة الوعي الإسلامي، العدد 532، 3-9-2010م، وهي مجلة إسلامية شهرية تصدر عن وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية
[7]ويكيبيديا، الموسوعة الحرة بالعربية على الرابط التالي
http: http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A9_(%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85)
[8]د .نهى عدنان قرطاجي، مقال بعنوان: "فتنة، الفيلم الفتنة" موقع صيد الفوائد، على الرابط
>http: http://www.saaid.net/daeyat/nohakatergi/84.htm>
(18 NOVEMBER 2011).
[9]،سبق ذكره د .نهى عدنان قرطاجي، مقال بعنوان: "فتنة، الفيلم الفتنة"
[10]،سبق ذكره د .نهى عدنان قرطاجي، مقال بعنوان: "فتنة، الفيلم الفتنة"
[11]مقال بعنوان: "نفاق الغرب رياء العرب"، سبق ذكره
[12]مقال بعنوان: "نفاق الغرب رياء العرب"، سبق ذكره
[13]مقال بعنوان: "نفاق الغرب رياء العرب"، سبق ذكره
[14]المسلمين يتصاعد فيأمريكا" العدد 362، تاريخ 3ربيع الثاني 1431هـ، الموافق 19/3/2010م جريدة بيانات: تقرير بعنوان "التمييز ضد.
[15] أسماء نصار: مقال بعنوان "تقرير بريطاني يطالب بإغلاق قناة الإسلام السلفية في لندن"، مجلة روزر يوسف،
العدد 4269، السبت الموافق - 3 أبريل 2010م
[16]برنامج "بلاحدود"، قناة الجزيرة، مقدم البرنامج: أحمد منصور، حلقة بعنوان: "مستقبل المسلمين في الغرب بعد أحداث سبتمبر"، ضيف الحلقة هو:أحمد جاب الله: عميد المعهد الأوروبي للدراسات الإسلامية– فرنسا، تاريخ الحلقة الجمعة 15/4/1425 هـ - الموافق 4/6/2004 م، نقلا عن موقع الجزيرة
[17]جريدة بيانات، مصدر سبق ذكره
[18]رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا
[19]برنامج " الشريعة والحياة "، قناةالجزيرة، مقدم البرنامج: أحمد منصور، حلقة بعنوان: "الأقليات المسلمة في العالم"، ضيفي الحلقة هما: د.ظفر الإسلام خان: رئيس الدراسات الإسلاميةوالغربية في نيودلهي، الحاج التهامي إبريس (رئيس اتحاد المنظمات الإسلاميةفي فرنسا)، تاريخ الحلقة: الجمعة 15/4/1425 هـ - الموافق 4/6/2004 م، نقلا عن موقع الجزيرة
[20]د.ياسين الغضبان: حوار بعنوان " مسلمو الغرب بتفريطهم لا يمثلون الإسلام بشكل جيد..وأوروبا ترتد عن النصرانية"، أجرى الحوار معه "همام عبد المعبود"، بتاريخ 1-2-1429 هـ، نقلا عن موقع المسلم، على الرابط التالي
>http: http://almoslim.net/node/86818> (12 NOVEMBER 2011).
[21]المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية
[22] برنامج " من واشنطن "، قناة الجزيرة، مقدم البرنامج: "ثابت البرديسي"، حلقة بعنوان: "حال الإسلام في أميركا خلال عام 2002م "، ضيوف الحلقة هم: أليكس كرونمر.. منتج فيلم "محمد سيرة نبي، نهاد عوض.. مجلس العلاقات الإسلاميةالأميركية، د. عزيزة الهبري.. أستاذة القانون بجامعة ربتشموند، تاريخ الحلقة: الاثنين 30/11/1425 هـ - الموافق 10/1/2005 م، نقلا عن موقع الجزيرة.
[23] الكاتب "عبد الباقي خليفة ": مقال بعنوان "رغم اضطهادهم للمسلمين - زعماء الغرب يتباكون على الأقلّيات الدينية في العالم الإسلامي"، مجلة الفرقان الكويتية الإسبوعية التابعة لمجلس إحياء التراث الإسلامي، العدد 654، بتاريخ 8/2/2011م.
[24]رجب البنا، مقال سبق ذكره
[25]رجب البنا، مقال سبق ذكره
[26]الكاتب "عبد الباقي خليفة ": مقال بعنوان "رغم اضطهادهم للمسلمين - زعماء الغرب يتباكون على الأقلّيات الدينية في العالم الإسلامي"، مرجع سابق
[27] برنامج "بلاحدود"، قناة الجزيرة، مقدم البرنامج: أحمد منصور، حلقة بعنوان: "حاضر البوسنة والهرسك ومستقبلها السياسي"، ضيف الحلقة هو: حارث سيلاجيتش رئيس الوزراء البوسني السابق، تاريخ الحلقة:الأحد 17/6/1426 هـ - الموافق 24/7/2005 م، نقلا عن موقع الجزيرة
[28]الكاتب "عبد الباقي خليفة ": مقال بعنوان "رغم اضطهادهم للمسلمين - زعماء الغرب يتباكون على الأقلّيات الدينية في العالم الإسلامي"، مرجع سابق.
[29]، جريدة الشروق، بتاريخ: السبت 8 /1 2011/م" خبر تحت عنوان "هجوم بمواد حارقة على مسجد في برلين
[30]د. يوسف القرضاوي، خطبة بعنوان "معركة الحجاب في فرنسا "، من كتاب: "خطب الشيخ يوسف القرضاوي2"، الجزء الثاني، صـ198، مكتبة وهبة، الطبعة الأولى، 1418هــ، 1998م
[31] د. صلاح الدين النكدلي: مقال بعنوان" من مشكلات المسلمين في أوروبا"،نقلا عن موقع "المنتدى الإسلامي الأوربي للتربية والثقافة"، على الرابط التالي
(12 NOVEMBER 2011).
[32] بدر محمد بدر، "أمتي في العالم"، 12-10-2011م، موقع الجزيرة على الرابط التالي
(12 NOVEMBER 2011).
[33]فيلم فتنة نموذجًا
[34]الصهيونية العالمية نموذجًا
[35]رجب البنا، مقال سبق ذكره
[36]( قتل بن لادن، فيلم فتنة) كنماذج
[37] د.محمد عمارة، كتاب "الشريعة الإسلامية والعلمانية الغربية"، صـ66، دار الشروق، الطبعة الأولى، 1423هـ، 2003م
[38] د. يوسف القرضاوي، كتاب: "الإسلام حضارة الغد"، صـ195، مكتبة وهبة، الطبعة الأولى، 1416هــ، 1995م
[39] مالك بن نبي "مشكلات الحضارة، المسلم في عالم الإقتصاد"، صـ 98، دمشق، الطبعة الثالثة، دار الفكر، 1420هـ=2000م.
[40]باتريك جيه.بوكانن، كتاب: "موت الغرب"، ترجمة محمد محود التوبة، صـ198، مكتبة العبيكان الرياض، الطبعة الأولى، 1426هـ =2005م
[41]الكاتب "عبد الباقي خليفة ": مقال بعنوان " رغم اضطهادهم للمسلمين - زعماء الغرب يتباكون على الأقلّيات الدينية في العالم الإسلامي"، سبق ذكره
[42] موقع تركيا اليوم، وهو موقع إخباري، تقرير بعنوان "لجنة الحكماء للحكومات الأوروبية: توقفوا عن التضييق على المسلمين"، التاريخ الخميس, 05/12/2011
[43]جريدة الشرق الأوسط: لقاء صحفي بعنوان "صورة الإسلام في الموروث الاستشراقي سبب ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب"، مع الدكتور مرزوق أولاد عبد الله أستاذ الدراسات الإسلاميةفي الجامعة الحرة بأمستردام، الثلاثـاء 06 محـرم 1431 هـ، 22 ديسمبر 2009 العدد 11347
[44]،سبق ذكره د .نهى عدنان قرطاجي، مقال بعنوان: "فتنة، الفيلم الفتنة"
[45]،سبق ذكره د .نهى عدنان قرطاجي، مقال بعنوان: "فتنة، الفيلم الفتنة"
[46]د.ياسين الغضبان: حوار بعنوان " مسلمو الغرب بتفريطهم لا يمثلون الإسلام بشكل جيد..وأوروبا ترتد عن النصرانية"، سبق ذكره
[47]مالك بن نبي "مشكلات الحضارة، المسلم في عالم الإقتصاد"، صـ 103، سبق ذكره
منقول ـ موقع الالوكة
تطرح كثير من وجهات النظر والأراء أن ثمة ممارسات غير عادلة ضد الأقلّيات المسلمة في الغرب، وأن هذه الممارسات ليست لأنهم أقلية فقط ولكن لأنهم مسلمين، وأصحاب هذا الرأي يرون أن هذه الممارسات يمكن تلخيصها في أربع كلمات هي (اضطهاد، تمييز، تضييق، استفزاز)، ولكن قبل قبول هذا الرأي أو رفضه يحسن بنا أن نقوم بعرض ورصد عدداً من الأحداثِ والملاحظاتِ والمشاهد ِ الواقعية من مصادرِ مختلفة ومتنوعة والتي قد تعبر عن واقع هذه الممارسات بلا تحيز أو رأي مسبق، ثم نعود مرة أخرى لتحليلها.
عرض لبعض المشاهد والأحداث من خلال عدد من الاقتباسات من مصادر متنوعة والتي تعبر عن واقع المسلمين في المجتمعات الغربية
المشهـد الأول
"قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في خطاب أمام مجلسي البرلمان في فرساي قرب باريس، إن البرقع أو النقاب الذي يغطي المرأة من رأسها إلى أخمص قدميها يشكل (علامة استعباد) للمرأة، وأن ارتداءه غير مرحب به في فرنسا. وتابع لا يمكن أن نقبل في بلادنا نساء سجينات خلف سياج ومعزولات عن أي حياة اجتماعية ومحرومات من الكرامة... وأعرب عن تأييده لقيام لجنة تحقيق حول مصير الحجاب الكامل في فرنسا التي كان طالب 60 نائبا بها في خطوة أعادت مجددا الجدل حول العلمانية، الموضوع الحساس في فرنسا."[1]
المشهـد الثانـي
" أفادت النتائج النهائية في استفتاء الاحد، بأن أكثر من 57% من السويسريين يؤيدون حظر انشاء مآذن جديدة... وسيدرج حظر بناء مآذن في الدستور على أنه إجراء يرمي الى الحفاظ على السلام بين أفراد مختلف المجموعات الدينية... وتدعم المقترح جماعات مسيحية محافظة واكبر أحزاب البرلمان السويسري، حزب الشعب السويسري اليميني، ويقولون ان السماح ببناء المآذن سيؤدي الى أسلمة البلاد... وهناك حوالى 400 الف مسلم في سويسرا، أغلبهم من يوغسلافيا السابقة أو تركيا، والإسلام هو أكثر الديانات انتشارا في البلاد بعد المسيحية، لكن رغم وجود أماكن للصلاة فإن المساجد ذات المآذن قليلة جدًا ومتباعدة... وسبب الغضب أنه تم إنتقاء الإسلام دون غيره، حيث بنيت في سويسرا حديثا معابد السيخ وكنائس الأرثوذكس الصربية ويوجد بها معابد لليهود منذ أكثر من قرن. "[2]
المشهـد الثـالـث
صوتت سويسرا الدولة الاوربية المنظمة مؤخراً إلى الأمم المتحدة على قانون يقضي بمنع بناء المآذن الجديدة في المساجد الإسلامية، في نفس الفترة أعلن أحد قادة اليمين في هولندا الدعوة إلى إجراء استفتاء على قانون مماثل في هولندا !ولن نستغرب إذا ماتكرر الأمر في أكثر من بلد أوربي طالما أن هذا القانون تم له النجاح من أول محاولة وبدون أي معارضه دولية تذكر خصوصًا من الدول الإسلامية أو منظمة المؤتمر الإسلامي، وقد "صرح عدد من الصحفيين الإسلاميّين أن ما جرى في(سويسرا) يشكل في الواقع فاتحة لحملة جديدة مكثفة لتقنين مطاردة الإسلام في ديار الغرب، والتضييق على المسلمين وإرغامهم قانونيًّا على الخروج منها"[3]، ومن المهم أن ننتبه إلى أن "الأمرُ لا يتوقّف على الحظر على بناء المآذن والمساجد في أوربّا، وإنّما التحضير الآن على قدم وساق لاتخاذ خطوات ضدّ الحجاب والشعائر الإسلامية الأخرى؛ لأنّ جميع الإجراءات المتشدّدة ضد الإسلام والمسلمين في العالم اليوم تتمّ عن طريق اللّوبي الصهيونيّ الذي يقف خلفَ كلّ منها بشكل أو بآخر."[4]
المشهـد الرابـع
" القرارات التي اتخذتها بعض الحكومات في سبيل منع فضائيات عربية وإسلامية أن تباشر بثها الفضائي في أوروبا لأنها تنشر - على حد زعم تلك الحكومات- الكذب والبهتان على القيم الحضارية الغربية، أو الملاحقة التي تعرّضت لها قناة الجزيرة الموصومة بتشجيع الإرهاب لبثها خطابات الزعماء الإسلاميين المتطرفين (المجرمين) أو لتقديم أخبار معينة عن تجاوزات القوات المحتلة في أفغانستان والعراق،."[5]
المشهـد الخـامس
"مراقبة المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية في الغرب، حيث تم تضييق الخناق على العمل الثقافي والديني من خلال مراقبة تحركات المسلمين وأئمة المساجد وأبناء الجاليات النشطاء دعوياً وثقافياً وكذا أصحاب الكفاءات العلمية."[6]
المشهـد السادس
فيلم (فتنة) و"هو فيلم من إنتاج السياسي الهولندي خيرت فيلدرز قائد حزب من أجل الحرية يبحث فيه عن علاقة أو تأثير الإسلام والقرآن على الإرهاب. تم اصدار فيلم فتنة إلى الإنترنت بتاريخ 27 آذار 2008م"[7]" "والذي بثه موقع "(لايفليك كوم(البريطاني على الشبكة العنكبوتية"[8]حيث حاول فيه "استثارة مشاعر الغرب ضد المسلمين وكسب أصوات ابناء شعبه من أجل إعادة انتخابه في البرلمان الهولندي من جديد" [9] و على الرغم من أن هذا الفيلم قد ووجه بموجة عارمة الغضب إلا أن السياسي الهولندي المتطرف (غيرت ويلدرز) مصمم على إصدار جزء ثان من هذا الفيلم، يلقي فيه الضوء على ما يدعي بأنه تبعات أسلمة الغرب".[10]
المشهـد السابع
"العناصر الغربية الأكثر امتعاضًا من احتجاجات الشارع في الدول الإسلامية تبادر إلى الغلو والتعدي السافر على الدين الإسلامي لمجرد أنهم مقتنعون بأن هناك صراعًا مديدًا بين الحضارة المسيحية المتطورة المتسامحة والحضارة الإسلامية الكظيمة المتحجرة! أو)الكيان الإسلامي) كما يفضلون تسميتها لأنهم يحجمون عن عدها حضارة!"[11]
المشهـد الثامن
"بعض الدول الأوروبية سنت قوانين تمنع منعًا باتا التطرق - بصورة منبوذة- إلى مواضيع حساسة كالمحارق النازية مع أن الأخيرة مسألة تاريخية تحولت بحكم المصالح السياسية والأيديولوجية إلى حرام ممنوع الاقتراب منه."[12]، في نفس الوقت نجد التعرض للأمور والرموز الحساسة في الإسلام أمرًا مباحًا بلا قيد أو شرط تحت دعوى حرية التعبير، وتتضح الصورة أكثر بعقد مقارنة بين موقفين للجريدة الدنماريكة صاحبة مبادرة الرسوم المسيئة، الموقف الأول نشر الرسوم التي تسئ لنبي الإسلام، والثاني وهو المفارقة أنها نفس الجريدة التي"رفضت سابقًا نشر رسوم تتطاول على المسيح رسول الدين المسيحي "[13]
المشهـد التاسع
"العديد من المسلمين واجهوا تمييزا في العمل منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر، وتم حفظ الملفات التي قدمت لـ (لجنة تكافؤ فرص العمل) وهي لجنة حكومية أمريكية معنية بمكافحة التمييز في أماكن العمل.. وأكدت تقديرات (لجنة تكافؤ فرص العمل) أن المسلمين والعرب واجهوا زيادة حادة في التمييز في أماكن العمل خلال السنوات الأخيرة، ويتجاهل معظم المسلمين حالات التمييز ولا يبلغون عنها ولا يتقدمون بدعوى، ذلك انه ليس من السهل إثبات أنه تم رفض عمل المسلم لكونه مسلما أو عربيا."[14]
المشهـد العاشر
تقرير بريطاني يطالب بإغلاق قناة (الإسلام) السلفية في لندن حيث " تناولت الصحافة البريطانية باهتمام التقرير الذى صدر عن (مؤسسة كوليام البحثية لمكافحة التطرف الدينى) والذى يتهم قناة (الإسلام) بالترويج لقيم التعصب وتبنى مواقف رجعية ضد المرأة... ولقد ذكر التقرير أن القناة تعتبر من أكثر القنوات الإسلاميةمشاهدة فى بريطانيا"[15]
المشهـد الحادي عشر
حول تداعيات أحداث سبتمبر على واقع المسلمين في الغرب والمضايقات التي تعرض لها المسلمين، يقول الدكتور (أحمد جاب الله) أن ثمة مضايقات تمثلت في" إساءات لفظية، في رسائل تهديد وصلت إلى أفراد ومؤسسات إسلامية، في كتابات مناهضة على جدران المؤسسات الإسلاميةإلى غير ذلك، ثم تمثلت بعد ذلك في وضع بعض السياسات وبعض القوانين المتعلقة بمسألة الإرهاب، والتي كان من ورائها نوع من التضييق خاصة على بعض المؤسسات الخيرية... الإسهام المالي، ولكن حتى هذا الإسهام بعد الحادي عشر من سبتمبر طبعاً أصبح عليه تضييق شديد، وتقريباً انقطع هذا الدعم سواءً من المؤسسات الشعبية أو الرسمية، "[16]
المشهـد الثاني عشر
في يوليو 2009 م "تقدمت الجمعية الإسلامية الأمريكية بمشروع إلى إدارة المنشآت والمباني في المدينة لبناء مسجد من أربعة طوابق ومئذنة في وسط بروكلين، التي تعتبر إحدى المدن الرئيسية في ولاية نيويورك، لكنه قوبل بالرفض من قبل مخططي المدينة في الإدارة، باعتبار أن تصميم المسجد يخالف أنظمة البناء في بروكلين."[17]
المشهـد الثالث عشر
أظهر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه اليوم الأربعاء فى ألمانيا أن غالبية المواطنين الألمان يؤيدون فرض المزيد من القيود على المسلمين فى حرية ممارستهم لشعائرهم الدينية الإسلاميّة، وأظهر الاستطلاع الذي شمل عينة ضمت 2400 ألماني من كافة الأعمار السنية بأن 58% من الألمان يؤيدون فرض مزيد من القيود المشددة على حرية العبادة للمسلمين في ألمانيا، فيما تزايدت النسبة المؤيدة لذلك بين المواطنين الألمان فى ألمانيا الشرقية، وبلغت 75.7%
المشهـد الرابع عشر
رغم أن المسلمين استطاعوا أن يحصلوا على بعض الأحكام التي تمنع الحكومة الفرنسية أو مدراء المدارس من منع الفتيات المسلمات من الدخول إلى المدارس بالحجاب إلا أن الرفض لازال قائماً حيث يقول (الحاج التهامي إبريس)[18]أن"المسألة ليس بيننا وبين الحكومة الفرنسية المسألة بيننا وبين المؤسسات التعليمية... لأن قرار المحاكم عموماً في أغلبه كان لصالح الفتيات المسلمات، ولكن الرفض والتعنت كان من جهة المؤسسات التعليمية وبعضها، لأن بعضها رضخ وطبق القانون ونحن لازلنا يعني في استمرار اعتماد مبدأ الحوار والنقاش والتفاهم"[19]
المشهـد الخامس عشر
يقول الدكتور (الغضبان) أن "التضييق على المسلمين بالغرب زاد بصورة واضحة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث منعت عنهم الحكومات هناك تقديم المساعدات المالية، وأغلقت الكثير من مؤسساتهم التي كانت تدعم هذه القضايا، وأصبحت ملاحقة القائمين بجمع التبرعات المالية من الأنشطة الأساسية التي يقوم بها الأمن الأوربي عموما، باعتبارها عملا من أعمال تأييد الإرهاب، " [20]
المشهـد السادس عشر
يقول الدكتور (نهاد عوض)[21]"هناك صورة متكاملة عن مجموع الشكاوى والأحداث التي تعرض لها المسلمين، وهذا يتراوح بين أحداث العنف وهي الأقل والحمد لله، التمييز العنصري في أماكن العمل، المضايقات في المطارات، والاعتقالات، وطبعاً الاعتداءات اللفظية، تقريباً هذه كما ذُكرت بالترتيب وصل عددها إلى حوالي 2200 حالة، وهي تعتبر رقم قياسي بالنسبة للمسلمين أو أي أقلية."[22]
المشهـد السابع عشر
" في قلب أوروبا، وتحديدا في البوسنة، والسنجق، لا يزال المسلمون يضطهدون، ويمنع بناء مساجد جديدة في بلغراد، التي كان بها 250 مسجدًا لم يبق منها سوى مسجد واحد، وفي عاصمة اليونان أثينا لا يوجد ونحن في القرن 21 أي مسجد."[23]
المشهـد الثامن عشر
سياسة معظم الشركات والمؤسسات في أوروبا عمومًا بعدم توظيف المحجبات, وإن كانت هذه السياسة غير معلنة, يقول الأستاذ (رجب البنا) "وقالت لي سيدة مسلمة تحمل جنسية دولة أوروبية أنها تحرص علي إخفاء مايدل علي أنها مسلمة فهي مثلاً لا تستطيع أن تقرأ القرآن في المترو أو في القطار بينما تجد اليهودي يقرأ التوراة والتلمود في كل مكان دون حرج."[24]
المشهـد التاسع عشر
يقول رجب البنا "في سويسرا وفي معظم دول اوروبا وفي الولايات المتحدة لابد أن ترجع سلطات الحي إلي السكان قبل اصدار ترخيص بانشاء مبني جديد أو تعديل أو حتي تغيير لون بناء قائم ويتم الرفض أو الموافقة بناء علي ما يسفر عنه استطلاع الرأي, ومايحدث أن السكان لا يعترضون أبدًا علي إنشاء معبد لليهود أو للسيخ أو للهندوس أو للبوذيين بينما تعترض الغالبية علي الإذن ببناء مسجد أو مئذنة مسجد للمسلمين.. ويعترض السويسريون علي انشاء مقابر المسلمين وهي مختلفة عن مقابرهم ويعترضون أيضًا علي طريقة المسلمين في دفن موتاهم."[25]
المشهـد العشرون
"في بداية أغسطس 2010 م أعلن متطرفون في الولايات المتحدة، أنهم يعتزمون إطلاق الكلاب على المسلمين، في صلاة الجمعة. وقد حذر المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلاميةالأمريكية (كير) نهاد عوض، في منتصف سبتمبر 2010 م من تنامي حالة العداء والاضطهاد ضد المسلمين في الولايات المتحدة، حيث تلقى المجلس، أكثر من 17 ألف شكوى لمسلمين تعرضوا لمضايقات في أعمالهم بسبب أنهم مسلمون."[26]
المشهـد الحادي والعشرون
نفذت الأجهزة الأمنية الألمانية حملات واسعة ضد عدد من الإسلاميين هناك، وقد أوضح متحدث باسم الشرطة الألمانية في مدينة ميونخ أنَّ المئات من رجال الشرطة داهموا نحو 30 شقة بالإضافة للعديد من مقار الشركات التي يديرها أو يملكها مسلمون، وأيضًا شملت الحملة العديد من المساجد في ست ولايات ألمانية، وأشار المتحدث أن حملة مماثلة جرت في بلجيكا.
المشهـد الثاني والعشرون
عمليات التطهير العرقي التي تمت في البوسنة والهرسك ولا زالت، على سبيل المثال مذبحة سربرينيتسا والتي تعد من أسوأ المذابح التي شهدتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، "فبين الحادي عشر إلى التاسع عشر من يوليو عام 1995 ذُبح على يد الصرب أكثر من عشرة آلاف مسلم دون أن يتحرك أحد لنجدتهم، لاسيما جنود الأمم المتحدة الذين كانوا على أبواب المدينة وثبت أنهم كانوا على دراية بما يدور فيها. غير أن المحزن في الأمر كما تقول معظم التقارير هو أن المجرمين الذين ارتكبوا المجزرة لا زالوا طلقاء حتى الآن في عالم يتحدث عن حقوق الإنسان وكرامته. والأكثر حزنًا أن اتفاقية دايتون التي جاءت في أعقاب الكشف عن مجزرة سربرينيتسا منحت الجناة ما يقرب من نصف الجمهورية بينما خسر المسلمين في السياسة كما خسروا في الحرب. "[27]
المشهـد الثالث والعشرون
" دعا القس الأمريكي (تيري جونز) المشرف على كنيسة(دوف التنصيرية) إلى تنظيم حملة لإحراق القرآن، في الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر.وهو ما قامت به مجموعات نصرانية متطرفة بتمزيق صفحات من القرآن الكريم أمام البيت الأبيض، بدعم مما يوصف بحزب (الشاي) في الولايات المتحدة وهو أحد أذرع الحزب الجمهوري الأمريكي"[28]
المشهـد الرابع والعشرون
لعل من الهجمات التي تتعرض لها الأقلّيات هناك الخبر التالي"يذكر أن عددًا من المساجد، بالإضافة إلى مركز ثقافي إسلامي، تعرض للعديد من الهجمات في العاصمة الألمانية خلال العام الماضي. وقد تعرض مسجد (زيهتليك (وحده - أكبر مسجد في برلين- للهجوم أربع مرات."[29]
المشهـد الخامس والعشرون
حول موقف المتعصبين من مديري المدارس في فرنسا يحدثنا الدكتور (يوسف القرضاوي) في إحدى خطبه فيقول "جُن جنون هؤلاء...وحاولوا منع الطالبات المسلمات، وأرادوا أن يفرضوا عليهن أن يتخلين عن الحجاب، ولماذا؟، لأن الحجاب رمز ديني، ونحن لانسمح بالرموز الدينية، ولا نريد هذه الرموز الدينية المعبرة عن شخصيات دينية مختلفة!!"[30]
تحليل الأحداث والمشاهد وطرح أهم الإستنتاجات
من خلال هذه المشاهد والاقتباسات التي عرضناها يمكننا أن نستخلص عددًا من الملاحظات والاستنتاجات كما يلي:
الملاحظة الأولى
تتنوع الممارسات غير العادلة ضد الأقليات المسلمة في الغرب مابين ممارسات إعلامية، ممارسات حياتية في التضييق عليهم في العمل، ممارسات دينية تتعلق بالتضييق عليهم في ممارسة شعائرهم وفقًا للحرية التي تكفلها القوانين الغربية، هذا كله فضلاً عن الممارسة التي تتعلق بنظرة كثير من أفراد المجتمع الغربي لهذه الأقليات وإعتبارهم أقل شأنا أو كيان غير مرغوب في وجوده على الأراضي الغربية.
الملاحظة الثانية
منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 م، يتعرض الإسلام والمسلمون في الغرب وفي أوروبا بالذات لحملات من التعبئة الجماعية المشحونة بالكراهية والتخويف والتشويه والازدراء والاحتقار، ولقد تنامت هذه الحملات حتى بلغت ذروتها في نوفمبر 2009م عقب إجراء استفتاء حظر المآذن فى سويسرا.
الملاحظة الثالثة
بعض هذه الممارسات والتي قامت بها جهات رسمية أو إعلامية تتم بدهاء شديد، حيث تعمل على تلبيس هذه الممارسات الغير عادلة ثوب الشرعية والقانونية (استفتاء المآذن في سويسرا نموذجًا)، وهو ما قد يعبر عن قوة النفوذ، وشدة المكر والتخطيط، فضلاً عن أنه يعبر عن ضعف الأقليات المسلمة في تنظيم صفوفها للحصول على حقوقها القانونية.
الملاحظة الرابعة
ظاهرة (التضييق على المسلمين) تشبه الحمى، فبمجرد ظهور قرار فيه تضييق على المسلمين او الإساءة لهم حتى ينتشر في بقية الدويلات الغربية إسوة بالدولة البادئة، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على تفشي هذه الظاهرة وتمددها، فضلاً عن ضعف العالم الإسلامي شعبا ومنظمات في اتخاذ مواقف وقرارات حاسمة تجاه ما يحدث.
الملاحظة الخامسة
هذه الحكومات الغربية مستعدة لتعددية الآراء ما دامت الآراء تتفق بشكل أو آخر مع منظورها الخاص للواقع، لذلك يرى البعض أن ثمةازدواجية في المعايير بشأن (تحديد الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها في مجال التعبير)، فلا مانع من أن يبدى المسلم رأيه ولكن بشرط ألا يتعدى ذلك الرأي الخطوط الحمراء التي قد تعارض رؤية وتوجهات هذه الحكومات.
الملاحظة السادسة
على الرغم من المعارضة الإسلامية تجاه الممارسات غير العادلة ضد الأقليات المسلمة، هذه المعارضة التي قد تتسع أوتضيق، وقد يعلو صوتها أحيانا وقد ينخفض أحيانا أخرى، إلا أننا نجد من الطرف الآخر الغربي إصرارا غريبا على الاستمرار في القيام بهذه الممارسات الغير عادلة وكمثال على ذلك تصريحات وزير الداخلية الألماني التي طالب من خلالها الصحافة الأوروبية كلها، بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من شخص الرسول الكريم، والتي فيها إساءة كبيرة لأكبر الأقليات في المجتمع الألماني الذي يحتل فيه المسلمون المرتبة الثانية من حيث التعداد السكاني.
الملاحظة السابعة
المؤسسات الإسلامية تصارع على عدة جبهات للدفاع عن وجودها وسط حصار يكاد يكون مطبقا، ولا ينفي ذلك وجود قوى عاقلة في الغرب تنطلق من أن الإسلام أمر واقع ومكون من مكونات الحقيقة الغربية، وهذه القوى العاقلة هي التي لا تزال غالبًا تمسك بمقود القيادة السياسية ولكنها تتلقى ضغوطا هائلة وبالخصوص من قبل القوى اليمينية والصهيونية وما تمتلكه من قنوات إعلامية نافذة وتهدد بالوصول إلى الحكم لتنفيذ برامجها.. ولا يؤمن وصولها.
الملاحظة الثامنة
هناك محاولات للتضييق على الدور الحيوي الذي تقوم به الجمعيات الإسلامية في الغرب وذلك بمنع الدعم الذي يقدمه المسلمون لهذه الجمعيات بطرق شتى منها بحجة أن المسلمين يقومون بعمليات غسيل أموال من خلال دعم هذه الجمعيات.
الملاحظة التاسعة
الأقليات المسلمة ليس لديها القدرة الكافية على صد الهجمات الإعلامية أو التمييز ضدهم، وقد يرجع ذلك لتفرقهم أو انشغالهم من جانب، وفقدان المعين والسند (العالم الإسلامي) من جانب أخر.
الملاحظة العاشرة
إن المنظمات والجمعيات الإسلامية هناك قد تجد مشاركة وتفهم من بعض فئات وشرائح المجتمعات الغربية لكنها غالباً لا تجد أبواباً مفتوحة ولا صدور واسعة ولا أذنٍ واعية من الدوائر الرسمية وذلك قد يكون جهلاً منها أحياناً أو قد يكون تعنتاً أحياناً أخرى، ومما زاد الأمر سوءً تبني هذه الدوائر مفهوم (صراع الحضارات) ونقله من فضاء التنظير إلى أرض الواقع مما قدم تبريراً مناسبا لهذه التعنتات لدى هذه الدوائر.
الملاحظة الحادية عشر
"تتباين المشكلات التي يعاني منها المسلمون من بلد إلى آخر من بلدان أوروبا.. وذلك لاختلاف الوسط السياسي والاجتماعي والثقافي للمجتمع المحيط.. ونستطيع أن نفهم هذا بمقارنة بسيطة بين فرنسا وأسبانيا على سبيل المثال.. ففرنسا في العصر الحديث دولة استعمارية عتيدة.. تتمتع بحركة فكرية نشطة.. وتحتفظ بعلاقات وثيقة وعميقة مع الدول التي كانت خاضعة لسيطرتها.. كما أن صلة كثير من أبناء المسلمين بفرنسا متينة.. فهناك طائفة يتكلمون ويفكرون ويكتبون باللغة الفرنسية.. فإذا أضفنا إلى هذا حرص فرنسا القويّ على دمج = تذويب الأجيال الجديدة في تركيبة المجتمع الفرنسي، ولأن العلمانية الفرنسية تختلف عن علمانية معظم الدول الأوروبية. أما أسبانيا.. فإنها تختلف عن فرنسا من حيث نظرتها إلى نفسها ونظرتها إلى الآخرين.. كما أن المسلمين في أسبانيا لا يشكلون رقماً يقلق بقوة جهات القرار الرافضة للوجود الإسلامي "[31]
الملاحظة الثانية عشر
طريقةتعاملنا كأمة اسلامية مع مثل هذه المسائلوتساهلناتجاه الممارسات غير المشروعه التي تتم ضدنا كمسلمين تساهم في إغراء الآخرين بالاعتداء على حقوقنا ومصادرتها وعدم الاعتراف بها حتى لو كانت هذه الحقوق مقرره ومكفوله في جميع العهود والمواثيق والاتفاقيات الدوليه
الملاحظة الثالثة عشر
"إن الحكومات الغربية لا تمارس التضييق على المسلمين في الغرب فحسب, وإنما تفرض نفوذها أيضًا داخل الدول العربية والإسلامية بالضغط على حكوماتها لاتباع سياسات مشابهة أو تابعة, وتعد الولايات المتحدة على رأس الدول الغربية التي تمارس التمييز والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين, ويقوم بذلك الأفراد والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني."[32]
الملاحظة الرابعة عشر
- قد لا تتمكن الأقليات من نيل وممارسة حرياتهم إلا بعد أن تحرتم هذه الحريات في العالم الإسلامي فلا يعقل أن نطالب سويسرا مثلاً بإحترام حريات المسلمين هناك، في نفس الوقت الذي تنتهك هذه الحريات في بعض بلدان العالم الإسلامي، وإلا كان تناقضًا مضحكًا.
المبحث الثالث: أسباب الممارسات الغربية
غير العادلة تجاه المسلمين في الغرب
والآن وبعد أن قام الباحث بتحليل المشاهد والصور المقتبسة من مصادر متنوعة، وبعد أن تم عرض أهم الإستنتاجات التي توصل إليها، سيحاول أن يتعرض لتحليل أسباب هذه الممارسات الغربية.
الأسباب:
1- يعتقد البعض أنه نظراً لتزايد الوجود والحضور الإسلامي في المجتمعات الغربية، بدأت بعض التيارات والتوجهات المعادية لهذا التواجد الإسلامي إتخاذ منحي تضيقي وتمييزي ضد المسلمين للحد من حضورهم، فضلاً عن محاولات أخرى لإستفزازهم ربما تمهدياً لطردهم من المجتمعات الغربية أوربما تذويبهم وطمس هويتهم داخلها.
2- عدد من هذه الممارسات قام به أشخاص نتيجة جهلهم بالإسلام فضلاً عن الصور المغلوطة التي إلصقت به من جراء التضليل الإعلامي الذي مورس ضد الإسلام، وعددًا أخر من هذه الممارسات قام به أشخاص لتحقيق أغراض شخصية أوسياسية [33]، ولكن الواقع يؤكد أن هناك عدداً أخر من هذه الممارسات قامت بها جهات على علم بحقيقة الإسلام، ولكنه تعارض المصالح، حيث رأت في الوجود الإسلامي عامة والأقليات خاصة خصم مستقبلي يهدد مصالحه المستقبلية فبادرت بمهاجمته والتضييق عليه قبل أن يستفحل خطره[34].
3- أحد أهم الأسباب هي نظريات الاصطدام والقطيعة بين الحضارات التي ظهرت في الآونة الأخيرة، والتي تهدف إلى تحويل الإسلام إلى عدو العصر الحديث.
4- هناك"في برلمانات الغرب عمومًا أعضاء من أحزاب يمينية يثيرون المخاوف من الأخطار المحتملة نتيجة لتزايد الهجرة من العالم الاسلامي, ويتحدثون عن الأزمة التي تعيش فيها دول أوروبا بسبب تناقص المواليد ونتيجة لهذه الظاهرة فإن دول الغرب مضطرة إلي الاستعانة بالأجانب والسماح بالهجرة اليها لتوفير الأيدي العاملة الرخيصة, والبعض يحذر من أن استمرار هذه الحالة يمكن أن يؤدي إلي أن يصبح المسلمون هم الأغلبية وتصبح بعض دول أوروبا دولاً مسلمة"[35]
5- إستغلال بعض السياسيين ظاهرة الخوف من الإسلام للتلاعب بعواطف ومشاعر وعقول أبناء مجتمعاتهم، في محاول لكسب أصواتهم في إنتخابات برلمانية أو رئاسية.[36]
6- أحد هذه الأسباب الهامة هي نظرة العداء المتفشية تجاه كل ما هو إسلامي داخل المجتمعات الغربية، فعلى سبيل المثال يقول الرئيس الأمريكي السابق (ريتشارد نيكسون) "إن الكثيرين من الأمريكيين قد أصبحوا ينظرون إلى كل المسلمين كأعداء.. ويتصور كثير من الأمريكيين أن المسلمين هم شعوب غير متحضرة، ودمويون، وغير منطقيين."[37]، وبناء على هذه النظرة العدائية المتفشية لا تجد الأحزاب اليمينية المتطرفة صعوبة كبيرة في حشد هذه الجماهير ضد كل ما هو إسلامي.
7- ومن هذه الأسباب أيضًا، الزهو الغربي فالإنسان الغربي "مزهو بنفسه، ينظر إليها بإستعلاء، وإلى غيره بإزدراء، وسر ذلك أن الغرب قد ورث الحضارة الرومانية، التي تقسم الناس كل الناس إلى صنفين: رومان و برابرة، والرومان هم السادة، والآخرون هم العبيد ! "[38]، فما زال الرجل الغربي على مذهب (ارنست رينان) الذي كان يرى "أن الأوربي خُلق للقيادة، كما خُلق الصيني للعمل في ورشة العبيد وكل ميسر لما خُلق له"[39]، فإذا كان الآخرون هم العبيد فأي حق لهم من وجهة الإنسان الغربي؟!
8- الخوف من الهجرات والتزايد السكاني للمسلمين في نفس الوقت الذي تتراجع فيه أعداد الموالدين بالمجتمعات الغربية، يقول صاحب كتاب (موت الغرب): "فنخبهم الحاكمة أكثر تنبها، وأكثر توجسا ,أصعب عريكة بشأن المخاطر الاجتماعية للهجرة الكبيرة... ولكن هذه الأمم نفسها ونخبهم الحاكمة متأخرون، بل ومتأخرون جدًا على الصحوة على الخطر السكاني الذي يتمثل بالسكان الذين يموتون."[40]
9- وأخيرًا نقول أن هوان الأقليات المسلمة في الغرب على الحكومات الغربية هو جزء من هوان المسلمين في العالم الإسلامي على الحكومات العربية والتي كانت سداً منيعًا ضد التوجهات الإسلامية بمختلف أنواعها، فإن كانت أنظمتنا وحكوماتنا تفعل هذا، فبأي وجه تستطيع هذه الحكومات المتأسلمة أن تطالب الحكومات الغربية إعطاء مسلمي الغرب حقوقهم؟، في نفس الوقت الذي تهدر هذه الحقوق على أراضيها؟!
الأفكار والحلول المقترحة لمواجهة هذه المشكلة
الاقتراح الأول
عقد عدد من المؤتمرات والندوات تتنوع وتتفاوت في حجمها ونوعية المشاركين فيها حول (ظاهرة التمييز ضد المسلمين والإسلام) ثم الخروج منها باقتراحات وتوصيات متبوعة بخطة عمل، وهناك عدد من الأفكار لدى الباحث يود أن يطرحها لتفعيل وإذكاء هذا المقترح والتي منها:
أ- مشاركة فئات تمثل الأقليات المسلمة في الغرب في هذه المؤتمرات وذلك للتعرف عن قرب عن قرب على مشاكلهم.
ب- وضع جدول زمني لتنفيذ التوصيات التي توصلت لها هذه الاجتماعات.
ج- وضع آليات واضحة ومحددة لتنفيذ هذه التوصيات.
كما أن هناك عدد من المحاور المُقترح مناقشتها في هذه الندوات مثل:
1- كيف يمكن تجهيز مجتمعات متعددة الثقافات في أوروبا.
2- خطورة (سياسات الاستيعاب).
3- كيف يمكن إلغاء القوانين التي تعتمد على ثقافة واحدة على حساب الأقلية أو السكان الأجانب.
4- سبل دعم التحاور مع الآخر.
5- سبل دعم تقبل الثقافة الإسلامية فكرًا وممارسة في المجتمعات الغربية.
6- نظرة المجتمعات الأوروبية للمسلمين المهاجرين.
7- كيفية الاندماج فى المجتمع الغربى دون الذوبان فيه.
8- كيفية جعل المسلمين فى هذه البلاد جسورا للتواصل والتنمية بين المجتمعات الإسلامية والغربية.
9- دور المسلم المقيم فى الغرب من شرح لحقائق الإسلام وإزالة المفاهيم الخاطئة عنه.
10- معرفة احتياجات المسلمين فى الغرب ومدى إمكانية مساعدتهم من قبل الدول العربية و الإسلاميّة.
11- الآثار السلبية لإزكاء روح الكراهية والعداء ضد المسلمين.
الاقتراح الثاني
استعمال جميع الوسائل المتاحة والمشروعة للتعبير عن الموقف الإسلامي من التضييق على مسلمي الغرب، ومن هذه الوسائل (الاعتصامات الصامتة، التظاهرات السلمية, وضع الملصقات والاعلانات في الشوارع ووسائل الاعلام، إقامة المعارض والندوات والمحاضرات, توزيع البيانات والكتيبات, تنظيم الحوارات مع أهل الحكمة والتعقل والإنصاف من الغربيين)، كل ذلك بهدف التعريف بالإسلام ورسالته ودوره الحضاري عبر التاريخ.
الإقتراح الثالث
تشجيع المبادرات الغربية الداعمة لموقف الأقليات المسلمة هناك مثل:
1- " في بداية شهر ديسمبر الماضي، وتحديدا في 3 ديسمبر 2010م، دعا منسق الاتحاد الأوروبي، المسؤول عن مكافحة الإرهاب، (غيل دي كيرشوف)، إلى مكافحة التمييز الاجتماعي ضد المسلمين في أوروبا، وذلك في ختام اجتماع وزراء الداخلية والعدل في الدول الأعضاء بالاتحاد الاوروبي"[41]
2- الدعوة التي وجهها المجلس الأوروبي إلى مكافحة ظاهرة كره الأجانب ومعاداة المسلمين في أوروبا حيث قامت"لجنة الحكماء التي وجهت انتقادات حادة إلى الحكومات الأوروبية خلال تقرير أعدته تحت عنوان) إدماج الفروق والحريات(فيما يتعلق بمكافحة التمييز ومعاداة الأجانب في أوروبا، ولفت التقرير الذي أعدته اللجنة التي تم تشكيلها بغية العثور على حلول بناءة لمعالجة ظاهرة التعصب والإقصاء والتمييز إلى أن (الحكومات الأوروبية ما تزال عاجزة عن تحديد إرادة سياسية مشتركة فيما يتعلق بهذا الأمر)"[42]
الاقتراح الرابع
- استغلال الأحداث وتوظيفها، بدلاً من البكاء على اللبن المسكوب والدخول مع الآخر في معارك لفظية، حيث يمكن توظيف الحدث لصالح المسلمين، باتخاذ ردات فعل منظمة وحضارية، وذلك من خلال إعلام إسلامي موازي للإعلام الغربي وخلق رأي عام مضاد وتوضيح أبعاد قضايا المسلمين هناك بشكل حضاري يفهمه الغرب، والدعوة للحوار العلني ومناقشة الاراء الأخرى بهدوء بعيدًا عن التعصب والتشنج، ولعلنا هنا نسوق عدة شواهد من الواقع المعاصر لردود فعل حضارية ومتوازنة من الطرف الإسلامي أثمرت عن نتائج إيجابية مثل:
1- رد فعل المسلمين في هولندا إثر بث فيلم فتنة على الإنترنت، حيث أن "المسلمين في هولندا نجحوا في التعبير عن أنفسهم بطريقة حضارية جعلت مسؤولين كبارا في الحكومة تتضامن معهم."[43]
2- " ورشة عمل حوارية عقدها شباب مسلمون في هولندا شاهدوا خلالها الفيلم وقاموا بمناقشته"[44]مما ترتب عليه إشهار بعض الهولنديين إسلامهم.
3- "ومن المحاولات التي تذكر في هذا الصدد الفيلم الذي عرضته الرابطة العربية الأوروبية في هولندا على موقع(يوتيوب) الشهير والذي جاء تحت عنوان (المفتنون)، و تظهر فيه المواقف العنصرية للنائب المتطرف تجاه المسلمين والمهاجرين. كما يعرض الفيلم لعلاقة (فيلدرز) الوثيقة بالعدو الصهيوني."[45]
الإقتراح الخامس
الثغرات في القوانين الغربية
- يقول الدكتور (الغضبان) أن " القوانين الغربية مملوءة بالمنافذ والثغرات التي لو درسناها جيداً وأتقنّاها، لأمكن لنا أن نستفيد منها في تحسين أحوالنا."[46]يقصد أحوال الأقليات المسلمة في الغرب، ويعتقد الباحث أن هذه فكرة جيدة بتوظيف ثغرات القوانين الغربية لتحسين أوضاع المسلمين بالغرب.
الإقتراح السادس
دور العالم الإسلامي
المفترض أن لا يستقبل (العالم الإسلامي) مثل هذه الممارسات الجائرة تجاه إخواننا المسلمين بالغرب بهذا الصمت المطبق، فإذا كانت أوربا تقيم الدنياء ولا تقعدها علىمجردالتشكيك في ما يسمى بالهلكوست وتعتبر ذلك جريمة عنصرية، فلماذا لا يكون العالم الإسلامي أكثر غيرة على أبنائه المقيمين في الغرب، ويقترح الباحث عدة أدوار يمكن للعالم الإسلامي (شعوبًا ومنظمات) القيام بها مثل:
1- تكاتف المؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي، وفي مقدمتها الأزهر ورابطة العالم الإسلامي، وسائر المجامع البحثية والعلمية في العالم الإسلامي، وذلك بحشد الرأي العالمي الإسلامي تجاه هذه القضايا، وتبصير الشعوب بدورها المنوط بها تجاه إخوانهم في المجتمعات الأخرى وخاصة الغربية.
2-ضغط الحكومات الإسلامية على أهل السياسة والاعلام والاقتصاد في الغرب باتخاذ المواقف الموضوعية والعادلة تجاه الإسلام والمسلمين، وذلك باتباع سياسة العصا والجزرة معهم، فمصالحم الاقتصادية في البلدان الإسلامية تقدر بآلاف المليارات من الدولارات, والدماء التي تجري في شرايين حضارتهم تنبع من تحت رمال صحراء الدول الإسلاميّة.
3- إعداد شخصيات مؤهلة من كوادر من علماء ودعاة وباحثين وإعلاميين و... للحوار مع الغرب تتوفر فيها الشروط المطلوبة للحوار.
4- تنظيم مؤتمر سنوى في موسم الحج، يحضره ممثلين عن الأقلّيات المسلمة لمناقشة مختلف القضايا وطرح حلول لها.
5- المقاطعة:
إذا إستنفذت المحاولات الحوارية وطرق التعبير الحضارية المنظمة ولم تؤتي ثمارها، يمكن تبني فكرة الحوار الصامت (المقاطعة)، ذلك السلاح الفعال، وذلك من جانب العالم الإسلامي كله ردًا على المظالم التي تتعرض لها الأقلّيات المسلمة، وهذه المقاطعة لا ينبغي أن تقتصر على الناحية الاقتصادية، بل ينبغي ان تطال كل ما يرتبط بالبلد الذي تصدر الإساءة عنه، كذلك يجب إستخدام جميع الوسائل المتاحة لتعميم الفكرة ونشرها لضمان نجاحها، ولن تتحق فكرة المقاطعة بشكل فعال إلا إذا وحد المسلمون "إمكانيتهم وحاجاتهم حتى يحققوا في أسرع ما يمكن شروط الإكتفاء الذاتي (Lantarcie) أي الحلقة الإقتصادية التي تستطيع الانغلاق على نفسها، إذا ما اقتضت الضرورات الداخلية والخارجية ذلك."[47]
[1]خبر بعنوان "ساركوزي: النقاب غير مرحب به في فرنسا"، جريدة الشرق الأوسط، العدد 11165، الثلاثـاء 01 رجـب 1430 هـ 23 يونيو 2009
[2] خبر منقول عن موقع "أخبار مصر"، على الرابط التالي
http: http://www.egynews.net/wps/portal/print?params=80359
[3] من كلمة محرر مجلة "مجلة الداعي الشهرية "، الصادرة عن دار العلوم ديوبند، ، العدد 1-2، السنة 34، بتاريخ "محرم- صفر1431هـ = ديسمبر2009م
[4]من كلمة محرر مجلة "مجلة الداعي الشهرية "، مرجع سابق
[5]مقال بعنوان: "نفاق الغرب رياء العرب"، سبق ذكره
[6]د. حسن عزوزي، مقال بعنوان: "متغيرات وتحديات أمام الواقع الثقافي للمسلمين في الغرب"، مجلة الوعي الإسلامي، العدد 532، 3-9-2010م، وهي مجلة إسلامية شهرية تصدر عن وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية
[7]ويكيبيديا، الموسوعة الحرة بالعربية على الرابط التالي
http: http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A9_(%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85)
[8]د .نهى عدنان قرطاجي، مقال بعنوان: "فتنة، الفيلم الفتنة" موقع صيد الفوائد، على الرابط
>http: http://www.saaid.net/daeyat/nohakatergi/84.htm>
(18 NOVEMBER 2011).
[9]،سبق ذكره د .نهى عدنان قرطاجي، مقال بعنوان: "فتنة، الفيلم الفتنة"
[10]،سبق ذكره د .نهى عدنان قرطاجي، مقال بعنوان: "فتنة، الفيلم الفتنة"
[11]مقال بعنوان: "نفاق الغرب رياء العرب"، سبق ذكره
[12]مقال بعنوان: "نفاق الغرب رياء العرب"، سبق ذكره
[13]مقال بعنوان: "نفاق الغرب رياء العرب"، سبق ذكره
[14]المسلمين يتصاعد فيأمريكا" العدد 362، تاريخ 3ربيع الثاني 1431هـ، الموافق 19/3/2010م جريدة بيانات: تقرير بعنوان "التمييز ضد.
[15] أسماء نصار: مقال بعنوان "تقرير بريطاني يطالب بإغلاق قناة الإسلام السلفية في لندن"، مجلة روزر يوسف،
العدد 4269، السبت الموافق - 3 أبريل 2010م
[16]برنامج "بلاحدود"، قناة الجزيرة، مقدم البرنامج: أحمد منصور، حلقة بعنوان: "مستقبل المسلمين في الغرب بعد أحداث سبتمبر"، ضيف الحلقة هو:أحمد جاب الله: عميد المعهد الأوروبي للدراسات الإسلامية– فرنسا، تاريخ الحلقة الجمعة 15/4/1425 هـ - الموافق 4/6/2004 م، نقلا عن موقع الجزيرة
[17]جريدة بيانات، مصدر سبق ذكره
[18]رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا
[19]برنامج " الشريعة والحياة "، قناةالجزيرة، مقدم البرنامج: أحمد منصور، حلقة بعنوان: "الأقليات المسلمة في العالم"، ضيفي الحلقة هما: د.ظفر الإسلام خان: رئيس الدراسات الإسلاميةوالغربية في نيودلهي، الحاج التهامي إبريس (رئيس اتحاد المنظمات الإسلاميةفي فرنسا)، تاريخ الحلقة: الجمعة 15/4/1425 هـ - الموافق 4/6/2004 م، نقلا عن موقع الجزيرة
[20]د.ياسين الغضبان: حوار بعنوان " مسلمو الغرب بتفريطهم لا يمثلون الإسلام بشكل جيد..وأوروبا ترتد عن النصرانية"، أجرى الحوار معه "همام عبد المعبود"، بتاريخ 1-2-1429 هـ، نقلا عن موقع المسلم، على الرابط التالي
>http: http://almoslim.net/node/86818> (12 NOVEMBER 2011).
[21]المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية
[22] برنامج " من واشنطن "، قناة الجزيرة، مقدم البرنامج: "ثابت البرديسي"، حلقة بعنوان: "حال الإسلام في أميركا خلال عام 2002م "، ضيوف الحلقة هم: أليكس كرونمر.. منتج فيلم "محمد سيرة نبي، نهاد عوض.. مجلس العلاقات الإسلاميةالأميركية، د. عزيزة الهبري.. أستاذة القانون بجامعة ربتشموند، تاريخ الحلقة: الاثنين 30/11/1425 هـ - الموافق 10/1/2005 م، نقلا عن موقع الجزيرة.
[23] الكاتب "عبد الباقي خليفة ": مقال بعنوان "رغم اضطهادهم للمسلمين - زعماء الغرب يتباكون على الأقلّيات الدينية في العالم الإسلامي"، مجلة الفرقان الكويتية الإسبوعية التابعة لمجلس إحياء التراث الإسلامي، العدد 654، بتاريخ 8/2/2011م.
[24]رجب البنا، مقال سبق ذكره
[25]رجب البنا، مقال سبق ذكره
[26]الكاتب "عبد الباقي خليفة ": مقال بعنوان "رغم اضطهادهم للمسلمين - زعماء الغرب يتباكون على الأقلّيات الدينية في العالم الإسلامي"، مرجع سابق
[27] برنامج "بلاحدود"، قناة الجزيرة، مقدم البرنامج: أحمد منصور، حلقة بعنوان: "حاضر البوسنة والهرسك ومستقبلها السياسي"، ضيف الحلقة هو: حارث سيلاجيتش رئيس الوزراء البوسني السابق، تاريخ الحلقة:الأحد 17/6/1426 هـ - الموافق 24/7/2005 م، نقلا عن موقع الجزيرة
[28]الكاتب "عبد الباقي خليفة ": مقال بعنوان "رغم اضطهادهم للمسلمين - زعماء الغرب يتباكون على الأقلّيات الدينية في العالم الإسلامي"، مرجع سابق.
[29]، جريدة الشروق، بتاريخ: السبت 8 /1 2011/م" خبر تحت عنوان "هجوم بمواد حارقة على مسجد في برلين
[30]د. يوسف القرضاوي، خطبة بعنوان "معركة الحجاب في فرنسا "، من كتاب: "خطب الشيخ يوسف القرضاوي2"، الجزء الثاني، صـ198، مكتبة وهبة، الطبعة الأولى، 1418هــ، 1998م
[31] د. صلاح الدين النكدلي: مقال بعنوان" من مشكلات المسلمين في أوروبا"،نقلا عن موقع "المنتدى الإسلامي الأوربي للتربية والثقافة"، على الرابط التالي
[32] بدر محمد بدر، "أمتي في العالم"، 12-10-2011م، موقع الجزيرة على الرابط التالي
(12 NOVEMBER 2011).
[33]فيلم فتنة نموذجًا
[34]الصهيونية العالمية نموذجًا
[35]رجب البنا، مقال سبق ذكره
[36]( قتل بن لادن، فيلم فتنة) كنماذج
[37] د.محمد عمارة، كتاب "الشريعة الإسلامية والعلمانية الغربية"، صـ66، دار الشروق، الطبعة الأولى، 1423هـ، 2003م
[38] د. يوسف القرضاوي، كتاب: "الإسلام حضارة الغد"، صـ195، مكتبة وهبة، الطبعة الأولى، 1416هــ، 1995م
[39] مالك بن نبي "مشكلات الحضارة، المسلم في عالم الإقتصاد"، صـ 98، دمشق، الطبعة الثالثة، دار الفكر، 1420هـ=2000م.
[40]باتريك جيه.بوكانن، كتاب: "موت الغرب"، ترجمة محمد محود التوبة، صـ198، مكتبة العبيكان الرياض، الطبعة الأولى، 1426هـ =2005م
[41]الكاتب "عبد الباقي خليفة ": مقال بعنوان " رغم اضطهادهم للمسلمين - زعماء الغرب يتباكون على الأقلّيات الدينية في العالم الإسلامي"، سبق ذكره
[42] موقع تركيا اليوم، وهو موقع إخباري، تقرير بعنوان "لجنة الحكماء للحكومات الأوروبية: توقفوا عن التضييق على المسلمين"، التاريخ الخميس, 05/12/2011
[43]جريدة الشرق الأوسط: لقاء صحفي بعنوان "صورة الإسلام في الموروث الاستشراقي سبب ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب"، مع الدكتور مرزوق أولاد عبد الله أستاذ الدراسات الإسلاميةفي الجامعة الحرة بأمستردام، الثلاثـاء 06 محـرم 1431 هـ، 22 ديسمبر 2009 العدد 11347
[44]،سبق ذكره د .نهى عدنان قرطاجي، مقال بعنوان: "فتنة، الفيلم الفتنة"
[45]،سبق ذكره د .نهى عدنان قرطاجي، مقال بعنوان: "فتنة، الفيلم الفتنة"
[46]د.ياسين الغضبان: حوار بعنوان " مسلمو الغرب بتفريطهم لا يمثلون الإسلام بشكل جيد..وأوروبا ترتد عن النصرانية"، سبق ذكره
[47]مالك بن نبي "مشكلات الحضارة، المسلم في عالم الإقتصاد"، صـ 103، سبق ذكره
منقول ـ موقع الالوكة
New Post- مديرة ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 24/08/2018المساهمات : 4133نقاط التميز : 6472الجنس :العمر : 24الأبراج :
رد: مشكلات الاقليات المسلمة في الغرب مشكلات (الاضطهاد، التمييز، التضييق، الاستفزاز)
شكرا على الموضوع الجميل و المميز
جزاك الله خيرا وليبارك لك في قلمك الراقي
جزاك الله خيرا وليبارك لك في قلمك الراقي
ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ- نجم ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 3052نقاط التميز : 5482الجنس :العمر : 24الأبراج :
رد: مشكلات الاقليات المسلمة في الغرب مشكلات (الاضطهاد، التمييز، التضييق، الاستفزاز)
بصراحــه رائع جدا هذا الموضوع
بصراحه انتي تمتلكي ذوق راقي في جـلب ماهو مميّز وجميل
دائما كلماتك ترتدي ثوب التميز والابداع الثقيلان
صح أحساسك ولسانك ودام توهجك
بصراحه انتي تمتلكي ذوق راقي في جـلب ماهو مميّز وجميل
دائما كلماتك ترتدي ثوب التميز والابداع الثقيلان
صح أحساسك ولسانك ودام توهجك
التوقيع
_________________
منتدى احلى تومبلايت
مواضيع مماثلة
» مشكلات الاقليات المسلمة في الغرب مشكلة الهوية
» درس التمييز للثانية إعدادي (اللغة العربية)
» دور الجزيئات الغشائية في التمييز بين الذات و اللاّذات
» الاقليات غير الوطنية الساكنة في بلاد المغرب
» الغرب والشريعة الإسلامية .. التأثير والتأثر
» درس التمييز للثانية إعدادي (اللغة العربية)
» دور الجزيئات الغشائية في التمييز بين الذات و اللاّذات
» الاقليات غير الوطنية الساكنة في بلاد المغرب
» الغرب والشريعة الإسلامية .. التأثير والتأثر
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى